يوسف الغريب
لا شكّ أنّ السوبرمان لعمامرة الجزائري سيدخل قريبا موسوعة غينيس للأرقام القياسية انطلاقاً من كونه أول وزير للخارجية يبدأ عمله بالتوقيع على بيان للردّ على منشور لسفير وزّع على وزراء لمنظمة موازية هي عدم الانحياز..بل سيعزز حظوظه أكثر بقرار استدعاء سفير بلده للتشاور.
هذا تمييز إستثنائيّ يحسب له وإن كان هناك من ينظر إلى المسألة من زاوية أخرى ذات الصلة بلعمامرة نفسه الذي أسقطه المنشور في ردود أفعال لشخص منهزم بقوّة الحجة ومهزوم بقوة الضعف والوهم الذي أصاب دبلوماسية بلاده..
والحقيقة أنّ الأمر كذلك.. فلعمامرة اليوم .. ليس هو لعمامرة سنة 2015 وردّ فعله على مطالب المغرب بحق منطقة القبايل الجزائرية في تقرير مصيرها عبر المندوب المغربي بالأمم المتحدة
حينها دعا الدبلوماسي المغربي عمر ربيع، عضو اللجنة الدائمة التي تمثل المغرب في الأمم المتحدة، الأسرة الدولية إلى مساعدة منطقة القبائل الجزائرية، والتي يسكنها أمازيغ، للحصول على حق تقرير المصير والحكم الذاتي… (2015)
وقتها كان في خارجية الجزائر هذا لعمامرة بلحمه وشحمه لم يصدر لا بيان التنديد ولا استدعى سفيرهم بالمغرب بل تعامل بنفَس المنتصر مع الحدث كما جاء في تصريحه ذات الوقت :
( لقد نطقت الشرعية الدولية منذ ثلاثة أو أربعة ايام على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كما فعلت ذلك محكمة العدل الدولية منذ اربعين سنة خلت في رأيها القانوني الاستشاري، وهو نفس المبدأ الذي تتبناه الجزائر أي أن حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير حتمي و ثابت وغير قابل للتقادم )
وقتها كان منتشيا بتصريح بان كيمون أثناء زيارته لتيندوف وأعتبر المغرب بلداً محتلاّ..
لاحظوا معي هذا الهدوء والطمأنينة والارتياح الذي يتكلّم بها لعمامرة في نسخته الأولى رغم أن التصريح المغربي كان فى أعلى هيئة دولية هي الأمم المتحدة وموثق بارشيفها وموجّه إلى كل دول العالم.. ولم يحرّك ساكنا لا في الوزير ولا داخل جزائر بوتفليقة آنذاك..
ما الذي تغيّر بعد خمس سنوات وأمام منشور لسفير مغربي داخل منظمة موازية أقل تأثيراً – إن لم يكن منعدما – كي يحدث كل هذه الهيستيريا في الجسم السياسي داخل الجزائر اليوم.. حدّ أن هناك من طالب بإعلان الحرب على بلدنا..
أين ذهب لعمامرة السوبرمان وهو يدبّج بياناً إنشائياً فيه كل شيء إلاّ الجواب على ازدواحيّة المعايير لدى الطغمة العسكرية ذات الصلة بتقرير المصير.. معلناً بأن وحدة الجزائر خطّ أحمر.. وكأن وحدة المغرب خطّ أخضر..
ما الذي تغيّر حتّى يتحوّل منشورا صغيراً أربك الطغمة العسكرية وبكل مؤسساتها المدنية وفروعها الإعلامية.. غير الخوف من كون المغرب سينحج في زعزعة استقرار الجزائر إذا فكّر في ذلك.. وأنّ الهدف من المنشور أتى أكله في إثارة انتباه هذ السوبرمان والقول بأن أسلوبك قبل خمس سنوات لن نقابله بالصمت هذه المرّة.. وإذا استطعت أن تخلق لنا متاعب في الفترة السابقة درجة استقطاب الأمين العام بان كي مون وبتصريحه المستفز.. فعليك الآنز أن تقوم بتحيبن معلوماتك..
هذه هي الرسالة وأعتقد أن هذه الهيستيريا ناتجة عن خوف وارتباك من تحمار العينين المغربية..
إنّه الشوط الثاني والنّهائي من المعركة انتقل فيها المغرب إلى الجرأة والتصادم دفاعا عن الأرض والأمانة..
ونحن بهذا الجوار الحاقد شرقاً منذ تأسيس كيانه العسكري تقتضي المعركة تشهير بعض الأوراق وإن كانت تتعارض مع قناعاتنا المذهبية والعقائدية لأنّنا أثناء الحرب لاوقت لتعداد الموتى والجثث..
هي ورقة تشهير لإيقاف هذا السعار المرضى للطغمة العسكرية لاغير..
و ضربة قاضية للملاكم لعمامرة الذي سقط مباشرة لحظة وقوفه بالحلبة
فالمغرب وعبر تاريخيه القديم كان دائما إلى جانب وحدة الشعوب في وحدة الأوطان واستقرارها.. ومنها الجزائر التي نأمل للحراك المبارك أن ينجح في إماطة الأذى في طريق وحدة الشعوب المغاربية بكل تنوعاته اللسنية أمازيغية كانت عربية حسّانية..
هو الأمل.. والمراد.. والمبتغى..
حينها ستتحول الثكنات إلى متاحف ومزارات..