لم تلق واشنطن في آخر المواقف التي أعلنت عنها حول قضية الصحراء المغربية، أي اهتمام للادعاءات المتكررة للنظام الجزائري الذي يردد دائما بأنه لا دخل له في نزاع الصحراء، وأن القضية هي قضية نزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، حيث اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن الجزائر هي الطرف الرئيسي في هذه القضية.
وحسب آخر بيان إعلامي صادر عن الولايات المتحدة بشأن الصحراء المغربية والمنشور على الموقع الرسمي للبيت الأبيض، الخميس الماضي ، وفق “الصحيفة”، فإن واشنطن أعربت عن ارتياحها بتعيين ستافان دي ميستورا التي وصفته بـ”أكثر الديبلوماسيين الدوليين ذوي التجربة الكبيرة” لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء، مشيرة إلى الأطراف الرئيسية للنزاع هما المغرب والجزائر.
وسبق أن أشارت الخارجية الأمريكية في بلاغات سابقة إلى الجزائر كطرف في نزاع الصحراء، وقد أكدت في البيان الأخير تجاهلها لإدعاءات نظامها الذي يروج إلى كون أن الجزائر ليست طرفا في هذه القضية، بالرغم من مساندتها لجبهة “البوليساريو” وتحويل وزارة خارجيتها إلى ما يُشبه الناطق الرسمي للجبهة الإنفصالية.
وتتماشى واشنطن مع ما أكده المغرب أكثر من مرة، وآخرها تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة منذ شهور، عندما قال بأن الجزائر جزء من الصراع في الصحراء، وعليها أن تجلس على طاولات المفاوضات من أجل البحث عن حلول لهذه القضية التي عمرت طويلا.
وبالمقابل فإن الجزائر ترفض لحد الآن الجلوس أمام المغرب للتفاوض حول قضية الصحراء، وتعتبر نفسها بعيدة عن هذا النزاع، لكنها تواصل استضافة الجبهة الانفصالية على أراضيها، وتقدم لها الدعم المالي والمعنوي وتوفر لها السلاح وتتحدث بإسمها في العديد من المحطات الدولية، وهو الأمر الذي يبدو متناقضا مع ادعاءاتها ولم يقنع الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى الكثير من المتتبعين لنزاع الصحراء الذي فاق عمره 4 عقود، أن من أبرز الأسباب التي تقف وراء طول مدة هذا النزاع، هو النظام الجزائري الذي يُصر على وضع العصا في العجلة، إذ يقدم دعمه لـ”البوليساريو” لإدامة النزاع من جهة، ومن جهة أخرى يرفض التفاوض حول هذه القضية، مما يُصعب مأمورية الوصول إلى حل.
كما أن قضية الصحراء تبقى هي من أبرز الأسباب وراء توتر العلاقات بين المغرب والجزائر، وهي التي تقف وراء عدم اكتمال طموح إنشاء اتحاد مغاربي عربي، وفق ما قال الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، حيث اعتبر استمرار نزاع الصحراء يعيق أي توحد في المنطقة.