متى جد الجد انقلب النظام العسكري الجزائري على أعقابه، وبدا أن ما يتشدق به من ووقوفه إلى جانب شعوب العرب وإفريقيا، مجرد شعارات تذروها الرياح، وهذا أمر يتكرر لدى حكام لا يريدون أن يعوا جيدا أحجامهم الحقيقية وكيف يراهم ما دونهم من الآخرين. كيف ذلك؟
النظام الجزائري بذل كل المساعي لنسف الإجماع العربي حول إنشاء الصندوق العربي الإفريقي المشترك للحد من مخاطر الكوارث، وهو أمر يحيل بكل وضوح على ازدواجية مواقف نظام، يدعي ما ليس هو عليه البتة.
وركزت تمثيلية الجزائر في اجتماع الوزراء العرب المعنيين بالحد من مخاطر الكوارث، الذي انعقد بجامعة الدول العربية، على تشتيت التوافق حول إنشاء الصندوق وإخراج إلى الوجود بعد طول انتظار دام 22 سنة منذ الإعلاء عن مشروعه.
وإذ ساد الإجماع بين مختلف الدول المشاركة في الاجتماع، على ترجمة هذا المشروع على أرض الواقع، كان هم تمثيلية الجزائر منحازا إلى عدم تحقق هذا الأمر، مثبتة أنها طيّعة مطيعة لأوامر نظام الـ”كابرانات” الذي دائما ما يعاكس التيار، ويميط اللثام عن وجهه البشع.
وعكفت تمثيلية الجارة الشرقية، خلال اجتماعات آلية التنسيق العربية للحد من مخاطر الكوارث، لتؤكد على زيف ادعاءات النظام العسكري من كونه يدافع عن الشعوب المضطهدة وقد أبدى تعنتا باديا لحرمان البلدان الإفريقية من الاستفادة من الصندوق الذي من شأنه أن يجنب الكثير من الدول انعكاسات الكوارث.
وفيما فضح النظام العسكري نفسه بنفسه وهو ينكفئ عن شعاراته المزيفة، فإنه وبتحقق التوافق خلال اجتماع الوزراء العرب المعنيين بالحد من مخاطر الكوارث، اكتشف النظام العسكري حجمه الحقيقي وبدا مهيضا معزولا عن باقي الدول التي لم تلتفت إليه ولم تعر تَمنُّعه اهتماما المرة.
ويبدو النظام العسكري الجزائر مثل براقش التي جنت على نفسها، فقد فضح رياءه واستفاق على حقيقة أنه رقم لا يبالي به أحد، برفضه الغير مبرر لإنشاء الصندوق العربي الإفريقي المشترك للحد من مخاطر الكوارث، رغم الأهمية التي يكتسيها بالنسبة للدول العربية والإفريقية خاصة في ظل بروز جوائح وكوارث طبيعية تستدعي تعاون جماعي مشترك للتغلب عليها مثل جائحة كوفيد – 19 المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية.