صحيفة أمريكية: الجيش الجزائري يتدخل في الرياضة ويستغلها سياسيا

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

وصل صدى فضيحة احتجاز قمصان فريق نهضة بركان من طرف النظام الجزائري، بسبب تضمنها لخريطة المغرب كاملة،(وصل) إلى العالمية، حيث اعتبرت صحيفة أمريكية بأن الجيش الجزائري “تدخل في الرياضة واستغلها سياسيا” من خلال هذه الواقعة.

وقالت صحيفة “newslooks“، في مقال بعنوان “يتدخل الجيش في الرياضة في الجزائر ويستخدمها سياسيا”، إن “الحادث الذي وقع بين نهضة بركان واتحاد الجزائر خلال مباراة نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، يسلط الضوء على تقاطع التوترات الرياضية والسياسية، مما يعكس تعقيدات إقليمية أعمق، مشيرة إلى أن “القضية بدأت عندما صادرت السلطات الجزائرية قمصان فريق نهضة بركان المغربي، مما أدى إلى تعطيل استعدادات الفريق وتصعيد التوتر بين الناديين”.

وترى الصحيفة أن “هذا الحادث لا يتعلق بمباراة رياضية فحسب، بل يعكس أيضا الخلاف السياسي العدائي المستمر في الجزائر تجاه المغرب، والذي أثر تاريخيا على أشكال مختلفة من الارتباطات، بما في ذلك الرياضة، إذ ويمكن النظر إلى مصادرة القمصان على أنها امتداد لهذه التوترات الجيوسياسية الأوسع”.

وأكدت أن “قرار الكاف الذي أنصف نهضة بركان التزام من المنظمة بضمان قدرة جميع الفرق المشاركة في مسابقاتها على المنافسة في ظل ظروف متساوية وعادلة دون تأثيرات أو اضطرابات خارجية لا لزوم لها، يعد قرارا حاسما، لأنه يشكل سابقة لكيفية التعامل مع حوادث مماثلة في المستقبل، وتعزيز بيئة محترمة ومهنية في كرة القدم للأندية الأفريقية”.

العسكرية والرياضة في الجزائر

وأشار المنبر ذاته إلى أن “العلاقة بين السياسة والرياضة معقدة ومتعددة الأوجه، لا سيما في البلدان التي تمارس فيها الهياكل السياسية تأثيرا كبيرا على القطاعات المجتمعية، بما في ذلك الرياضة”، منبهة إلى أنه “في الجزائر، كان النظام العسكري قوة محورية في تشكيل ليس فقط المشهد السياسي والاقتصادي، ولكن أيضًا الفضاءات الثقافية والترفيهية مثل الرياضة، ولهذه المشاركة آثار عميقة على الشباب الجزائري، إذ تؤثر على أيديولوجياتهم وانخراطهم المجتمعي”.

التأثير العسكري في الرياضة الجزائرية

ولفتت الانتباه إلى “انخراط الجيش الجزائري في الرياضة لا يقتصر على تعزيز اللياقة البدنية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى استخدام الرياضة كمنصة للتأثير الأيديولوجي، وغالبًا ما تصبح الأندية الرياضية والفعاليات والفرق الوطنية أدوات لتعزيز القيم الوطنية التي غرسها النظام، ويتجلى ذلك في العديد من الأحداث الرياضية الوطنية والدولية، حيث يمكن أن تعكس الرسائل والرمزية أحيانًا روايات أوسع نطاقًا للدولة أو الجيش”.

التأثير على الشباب الجزائري

وشددت صحيفة “newslooks” على أن “التقاطع بين النفوذ الرياضي والعسكري له آثار كبيرة على الشباب الجزائري، إذ تعد الرياضة وسيلة مهمة لمشاركة الشباب وتنميتهم، حيث توفر إحساسًا بالانتماء للمجتمع والانضباط والإنجاز”.

وتابعت أنه “عندما تتأثر هذه الأنشطة بشكل كبير بالأيديولوجيات العسكرية، هناك خطر من أن تطغى الأجندات السياسية على الروح الرياضية ونقاء اللعبة، ويمكن أن يؤدي هذا السيناريو إلى شكل من أشكال التلقين حيث قد يتلقى الرياضيون والمشجعون الشباب تصورات منحرفة عن القومية والمنافسة وحتى العلاقات الدولية”.

السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع

ولم يفوت المقال التحليل للمنبر ذاته السياق الاجتماعي الذي تمر منه الجزائر، حيث أكد على أنه “يجب النظر إلى عسكرة الأحداث الرياضية في الجزائر ضمن السياق الاجتماعي والسياسي الأوسع للبلاد، مبرزا أن للجزائر تاريخا من التوتر السياسي والاضطرابات المدنية، حيث يلعب الجيش في كثير من الأحيان دورا مركزيا في الحكم، في حين ويواجه الشباب، الذين ينشطون بشكل خاص في السعي إلى الإصلاحات والتعبير عن المعارضة، خطابات النظام في العديد من مجالات الحياة اليومية، بما في ذلك الرياضة”.

يأتي هذا في ظل حالة من لقرار الإتحاد الإفريقي لكرة القدم بخصوص المباراة الملغاة التي كانت من المفترض أن تجمع نادي النهضة البركانية المغربي مع مضيفه نادي اتحاد العاصمة الجزائري، بعدما صادرت سلطات هذا البلد أقمصة النادي بالمغربي بذريعة تواجد خريطة المغرب كاملة على الأقمصة الرياضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *