وجه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، اليوم الجمعة، رسالة نارية لكابرانات الجزائر بسبب موقفها العدائي ضد وحدة وسلامة الأراضي المغربية، كما انتقد بركة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثامن عشر لحزب الاستقلال، مناورات العسكر الجزائري لإحداث اتحاد مغاربي بدون مغرب والذي صرح إنه “محكوم بالفشل”.
وقال زعيم حزب الاستقلال؛ “تعيش قضية وحدتنا الترابية على وقع تحول استراتيجي، في المقاربة وفي النتائج، اشتد زخمها بفضل رؤية ملكية رزينة توالت مع الانتصارات والانجازات الوحدوية التي حققتها الديبلوماسية الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية والاقتصادية مدعومة بفعالية ونجاعة النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية التي تم تحقيق أكثر من 80٪ من أهدافه، محققا نتائجا هامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مما مكن ساكنة الأقاليم الجنوبية العزيزة علينا من الاستفادة من هذا التطور التنموي وتحسُّن الخدمات الاجتماعية المقدمة للمواطنات والمواطنين”.
وأضاف؛ “كما تعلمون اتسعت كذلك قاعدة قناعات المجتمع الدولي بمشروعية وعدالة قضيتنا الوطنية، وبرجاحة المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ولازدهار المنطقة، كحل واقعي وجدي وذي مصداقية من شأنه ضمان الاستقرار والأمن وهو ما تردد صداه في قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وقتح الباب مُشرَعا أمام اعترافات الدول الوازنة كالولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن غيرها من الدول الشقيقة والصديقة، التي بادرت إلى فتح العشرات من قنصلياتها بكل من مدينتي العيون والداخلة”.
وأشار نزار بركة إلى أنهم في حزب الإستقلال؛ “لا يرون بدا، كما عكست ذلك قرارات مجلس الأمن الدولي، بالإنخراط التام والإيجابي لجميع الأطراف، وأولها الجزائر في الحوار السياسي في قاعدة الموائد المستديرة، والتجاوب مع مختلف المساعي الأممية بنوع من الواقعية والتوافق للدفع بمسلسل التسوية إلى الأمام، ولضمان الوصول إلى حل سياسي واقعي وعملي ومستدام، ومتوافق عليه، والمتمثل أساسا وهو الحل الوحيد والذي هو الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية”.
ووجه زعيم الحزب المغربي الذي وقع على وثيقة الاستقلال رسالة نارية لعسكر قصر المرادية قائلا: “لذلك نقولها مباشرة، وبكل صراحة لخصوم وحدتنا الترابية في الجزائر ومن يحوم في فلكها، إن الحق المغربي يعلوا ولا يعلى عليه، وإن مناوراتهم واستفزازاتهم وادعاءاتهم المغرضة بلغت مداها ولم تعد مجدية، وأن افتعال الأزمات والمناورات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية، صار مكشوفا ولم يعد ينطلي على أحد، وأن الإمعان في تصريف مواقف عدائية ضد المصالح العليا لبلادنا لن يزيد قضيتنا الوطنية إلا مناعة واعترافا بعدالتها ومشروعيتها في الأوساط الدولية”.
وحول سعي ديبلوماسية العسكر لإنشاء اتحاد مغاربي دون المغرب؛ قال بركة “إن مناوراتهم لإحداث اتحاد مغاربي بدون مغرب محكومة بالفشل، فضلا عن كونها خيانة اتجاه الشعوب المغاربية وتطلعاتها نحو الوحدة، وخيانة اتجاه أجدادنا الذين عبروا في مؤتمر طنجة 1958 على ضرورة توحيد الجهود بهدف وحدة الأقطار والشعوب المغاربية، ونقول لهم كفى من العبث بروابط التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، وكفى من التنكر لمنطق حسن الجوار أواصر الأخوة بين الشعبين المغربي والجزائري، ونجنح للحكمة والتعقل ولننتصر للهدف الأسمى وهو التقدم والازدهار والخير والإيخاء والتنمية لشعوب المنطقة في ظل السلم والأمن والاستقرار”.
وختم بركة حديثه بالتأكيد أن حزب الإستقلال”يعتز بالتحول الاستراتيجي الذي عرفته القضية الوطنية، ويجدد دعوته للتعبئة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية لتعزيز المكتسبات الوحدوية كما يجدد انخراطه في صدارة هذه التعبئة الوطنية، والتجند الدائم وراء جلالة الملك للدفاع عن المصالح العليا لبلادنا في مختلف المحافل الاقليمية والدولية لمواجهة مناورات الخصوم وأعداء الوحدة الترابية للمملكة”.