دور أمير المؤمنين في تعزيز حقوق المرأة والأم المغربية: رؤية ملكية تحاكي القيم الدينية في شهر رمضان المبارك

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش المملكة في 1999، بدأت ملامح تحول اجتماعي واقتصادي تظهر بشكل جلي في حياة المرأة المغربية. وجاءت هذه التحولات في إطار رؤية ملكية راسخة تُعزز دور المرأة وتتيح لها الفرصة للمشاركة الفعّالة في الحياة العامة. وهذه الرؤية تتماشى مع تعاليم الإسلام التي تحترم مكانة المرأة وتضمن لها حقوقًا متعددة في الأسرة والمجتمع.

في هذا السياق، كان تفعيل مدونة الأسرة عام 2004 و إعادة مراجعتها عام 2024، إحدى أبرز الإنجازات القانونية التي أعطت للمرأة المغربية حقوقًا تضمن لها كرامتها وحمايتها، بما في ذلك حقوقها في الزواج، الطلاق، الحضانة، والميراث. ولقد قدم جلالة الملك هذه المبادرة في وقتٍ كان فيه المجتمع المغربي بحاجة إلى تشريع يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي ويصون حقوق المرأة.

كما أن برامج الدعم الاقتصادي والاجتماعي للمرأة التي أطلقها جلالته تهدف إلى تمكينها ماليًا وتعليميًا، خاصة في المناطق النائية. دعم المرأة في العمل المقاولاتي، وتوفير قروض ميسرة للمشاريع التي تديرها النساء، يسهم في تمكين المرأة اقتصاديًا ويمنحها الفرصة لتكون فاعلة في بناء اقتصاد وطنها.

في إطار اهتمامه بالمرأة، لا يمكن لجلالة الملك أن يغفل عن العناية الخاصة بالأم المغربية. فمن منظور إسلامي، تعد الأم أساسًا لبناء الأسرة والمجتمع، وهي عنصر محوري في التربية والنشء. وفي شهر رمضان، الذي يعزز في النفوس قيمة الأم والتضحية، يظهر دور جلالة الملك في دعم الأم المغربية من خلال مجموعة من المبادرات الاجتماعية والصحية.

فقد تم توفير خدمات صحية متطورة للأم المغربية، مع التركيز على تحسين رعاية النساء الحوامل وتقليل معدل وفيات الأمهات في المملكة. كذلك تم توفير عطلة أمومة مدفوعة الأجر لضمان الراحة النفسية والجسدية للأم بعد الولادة. وقد استهدفت البرامج الملكية تعزيز مستوى الحياة للأمهات في المناطق الريفية والنائية، بحيث تتوفر الخدمات الصحية الأساسية لتلبية احتياجاتهن.

إن الإسلام يُعلي من قيمة المرأة والأم بشكل واضح، وجلالة الملك محمد السادس، باعتباره أمير المؤمنين، يحرص على تطبيق هذه المبادئ في واقع الحياة اليومية. في شهر رمضان، الذي يعزز من قيمة الرحمة والتضحية، يعكس جلالته هذه المبادئ في اهتمامه بالمرأة والأم من خلال البرامج والمشاريع التي تسهم في تمكينهما داخل المجتمع.

فالمرأة في الإسلام ليست فقط شريكة في بناء الأسرة، بل هي أيضًا شريك أساسي في المجتمع، ومن ثم فإن تعزيز حقوقها ليس فقط أمرًا قانونيًا، بل هو جزء من الالتزام الديني الذي يدعو إلى العدل والمساواة بين جميع الأفراد.

إن الجهود الملكية التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس في تعزيز حقوق المرأة والأم المغربية لا تقتصر على الجانب الاجتماعي أو القانوني فحسب، بل تمتد لتكون تعبيرًا عن القيم الإسلامية السامية. ففي شهر رمضان المبارك، الذي يُعتبر مناسبة لتجديد الإيمان والتأمل في قيمة العدل والرحمة، نجد أن هذه المبادرات الملكية تعكس أسمى معاني الإنسانية والالتزام الديني العميق. من خلال هذه السياسات، أصبح للمرأة المغربية دور مهم في المجتمع، وأصبحت الأم محط احترام ورعاية، مما يعكس التزام المملكة بالمضي قدمًا نحو مجتمع يسوده التوازن والمساواة.

في شهر رمضان، حيث تزداد قيمة العطاء والرحمة، تبرز مكانة الأم المغربية بشكل خاص. فالأم في هذا الشهر الكريم تتحمل مسؤوليات عظيمة داخل الأسرة، حيث تعدّ الركيزة الأساسية لتوفير الجو الروحي والروحاني لأفراد الأسرة، من خلال إعداد الإفطار والسهر على راحة الأبناء. وبالرغم من صعوبة التحديات اليومية التي تواجهها الأمهات في هذا الشهر، فإنهن يواصلن العطاء دون توقف، مما يعكس قوة إرادتهن ورغبتهن في تقديم الأفضل لعائلاتهن.

وفي ظل هذه الظروف، جاء اهتمام جلالة الملك محمد السادس بالأم المغربية في رمضان ليُسهم في تخفيف الأعباء عنها، من خلال تعزيز برامج الدعم الصحي والاقتصادي والاجتماعي. ففي هذا الشهر الفضيل، حيث تتجلى قيم الإحسان والرحمة، تزداد الحاجة إلى تفعيل سياسات تعين الأم المغربية على القيام بدورها الأسري والاجتماعي بأفضل شكل ممكن، مع الحفاظ على صحتها النفسية والجسدية. لذلك، تستمر مبادرات الدولة في دعم الأمهات، وتوفير بيئة ملائمة لهن من أجل أن يواصلن القيام بمسؤولياتهن بشكل أفضل.

 و بات المغرب يحتفل بعيد المرأة في 8 مارس كما هو الحال في العديد من الدول، إلا أن جلالة الملك محمد السادس يحتفل بعيد المرأة بشكل غير مباشر من خلال المبادرات الملكية المتعددة التي تعكس العناية الفائقة بحقوقها. فبدلاً من تخصيص يوم واحد فقط للاحتفال، نجد أن جلالته يُظهر اهتمامًا مستمرًا بالمرأة من خلال مجموعة من السياسات التي تُسهم في تمكينها في مختلف المجالات.

من خلال إطلاق المدونة القانونية المتطورة، دعم برامج التمكين الاقتصادي، وتوفير فرص التعليم والتدريب، يتجسد الاحتفال بعيد المرأة طوال السنة في المغرب. جلالة الملك جعل من حقوق المرأة أولوية وطنية، ويؤكد من خلال هذه السياسات أن المرأة المغربية تستحق التقدير والاحترام بشكل دائم،و يحسب لجلالته أنه من الزعماء العرب و المسلمين الذين جعلوا المرأة تصعد المنبر لتقديم الدروس الحسنية و هي سابقة في التاريخ.

يعد هذا بمثابة احتفال مستمر بعيد المرأة، حيث تجد النساء في المغرب الدعم والرعاية ليس فقط في يوم واحد، بل من خلال برامج مستمرة تحترم حقوقهن وتُسهم في تحسين حياتهن. فكل هذه المبادرات تعكس رؤية ملكية عميقة تحترم حقوق المرأة وتُسهم في إحداث تغييرات إيجابية وجذرية في المجتمع المغربي.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.