الشركة الجهوية متعددة الخدمات بجهة مراكش_ آسفي : بعد مرور ستة اشهر على تأسيسها رهان جديد لتدبير المرافق العمومية بكفاءة ونجاعة

في سياق تنزيل ورش الجهوية المتقدمة وتحديث الإدارة الترابية، تعتبر الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش كفاعل محوري في إعادة هيكلة تدبير عدد من المرافق الحيوية، وفي مقدمتها الماء والكهرباء والتطهير السائل. هذه الشركة الوليدة تمثل جيلًا جديدًا من المؤسسات العمومية المحلية، وتهدف إلى تجاوز اختلالات التدبير المفوض السابق وتعزيز التقائية السياسات العمومية على مستوى الجهة.

تأسست الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش بموجب اتفاقية شراكة بين وزارة الداخلية، الجماعة الترابية، ومجموعة من الفاعلين المؤسساتيين، في إطار رؤية استراتيجية تسعى إلى عقلنة تدبير المرافق العمومية وجعلها أكثر قربًا وفعالية. وقد تم تفويض تدبير هذه الخدمات إليها بعد إنهاء عقود التدبير المفوض مع بعض الشركات الأجنبية، التي طالتها انتقادات واسعة بسبب غياب الشفافية، وارتفاع الفواتير، وضعف جودة الخدمات.

من خلال اعتماد نموذج حكامة جديدة ترتكز على النجاعة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، تسعى هذه الشركة إلى الاستجابة لتطلعات المواطنين في تحسين الخدمات الأساسية، وتجاوز البيروقراطية التي لطالما كانت عائقًا أمام تحقيق التنمية المحلية. كما تُعول عليها الجهات المعنية لضمان عدالة مجالية في توزيع الخدمات، خاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية التي تعاني من ضعف البنية التحتية.

ورغم الآمال المعقودة عليها، لا تزال الشركة الجهوية متعددة الخدمات بمراكش تواجه تحديات حقيقية، أبرزها ضمان استقلاليتها المالية، وتوفير الموارد البشرية المؤهلة، وتجاوز إرث سنوات من التدبير غير الفعال. كما سيكون عليها إثبات قدرتها على بناء علاقة ثقة مع الساكنة، من خلال تحسين التواصل، وتبني سياسة أسعار عادلة، والاستثمار في الرقمنة وتحسين مؤشرات الجودة.

إن نجاح هذه التجربة بمراكش قد يشكل نموذجًا يحتذى به على الصعيد الوطني، ويساهم في ترسيخ الجهوية كخيار استراتيجي لتدبير المرافق العمومية بكفاءة واستدامة. ويبقى الرهان الأساسي هو تحقيق تنمية محلية عادلة، ومرافق عمومية تستجيب لحاجيات المواطنين، وتواكب التحولات التي يعرفها المغرب على مختلف المستويات.