حين يصبح الكرسي أغلى من الوطن… مشهد سياسي مأزوم في زمن الحاجة إلى رجال الدولة
في وقت يواجه فيه الوطن تحديات مصيرية، ويحتاج إلى طاقات مخلصة تشتغل في صمت وتفانٍ خلف التوجيهات الملكية السامية، يُصرّ بعض السياسيين على تحويل المشهد العام إلى حلبة صراع حزبي فارغ، لا همّ فيه سوى الكرسي… والسلطة.
مشهد متكرر:
سياسي يقصف آخر، والآخر يقطّر الشمع في كل اتجاه، وتُفتح أبواب الاتهامات والتخوين والتشكيك… بينما المواطن ينظر من بعيد، وقد ضاق صدره من مشاهد عبثية لا تُشبع جائعًا ولا تُطمئن خائفًا.
من المؤسف أن تتحول المنابر السياسية إلى فضاءات لتصفية الحسابات، عوض أن تكون منصات للنقاش المسؤول والاقتراحات الواقعية. السياسة ليست استعراضًا… بل التزام، ورجولة، ونكران ذات.
الوطن اليوم لا يحتاج إلى “نجوم المنابر”، بل إلى رجال دولة حقيقيين، يشتغلون في الظل، وينفذون الرؤية الملكية بحسّ وطني لا يُقايض ولا يساوم.
من يتصارعون على السلطة اليوم، ليتهم يتنافسون على خدمة المواطن، على نظافة اليد، على استعادة الثقة في العمل السياسي، على إعادة المعنى للالتزام الحزبي.
ولأننا نعيش في زمن دقيق، فإن التاريخ لا يرحم، والشعب لا ينسى. وذاكرة المغاربة تحتفظ جيدًا بمن وقف مع الوطن في الأوقات الحرجة، ومن اكتفى بالجعجعة بينما السفينة تمخر وسط العاصفة.
الوطن أكبر من حسابات حزبية ضيقة، والكرسي زائل… أما المغرب فباقٍ.