برك الموت في جهة مراكش… حين تتحول مخلفات الحفر إلى فخاخ قاتلة باسم “الفلاحة والربح”

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

ما زالت مأساة وفاة طفلين بجماعة حربيل، وتحديدًا بدوار لمرادسة، تلقي بظلالها القاتمة على المشهد القروي بجهة مراكش، وتعيد إلى الواجهة إشكالية الصهاريج غير المسيجة والبرك العميقة التي خلفتها شركات استغلال الرمال، وكذا الضيعات الفلاحية التي حوّلت تلك الحفر إلى خزانات مائية غير آمنة.

فوضى مائية قاتلة تحت أعين الجميع

التحقيقات الأولية تكشف أن جزءًا من هذه البرك تُستغل من طرف بعض أصحاب الضيعات الفلاحية لتجميع مياه السقي، دون أدنى احترام لشروط السلامة أو مسؤولية اجتماعية تجاه السكان المجاورين، وخاصة الأطفال الذين يرون فيها متنفسًا في غياب فضاءات لعب أو سباحة.

في دوار لمرادسة على وجه الخصوص، ظهرت هذه البرك العميقة كأمر واقع، لا حسيب ولا رقيب، لتتحول إلى مصائد موت، راح ضحيتها طفلان خلال الأسبوع الماضي في حادثة مؤلمة هزت مشاعر سكان المنطقة.

شركات وضيعات تربح… والساكنة تدفن أبناءها

ليست شركات استغلال الرمال وحدها من تساهم في هذه الكارثة البيئية-الإنسانية، بل أيضًا عدد من الضيعات الفلاحية التي تستغل هذه البرك العشوائية لسقي أراضيها، غير عابئة بالأرواح التي تهددها هذه الفوضى، ولا بالتداعيات الصحية والبيئية التي قد تنجم عن المياه الراكدة التي تتحول مع الوقت إلى بؤر محتملة للأوبئة.

أين تدخل مسؤولي البيئة؟

في ظل هذه المعطيات، يطرح المواطنون بمرارة السؤال الحارق: أين سلطات البيئة بجهة مراكش؟ ولماذا لم يتم إلى اليوم القيام بجولات ميدانية لتفقد هذه البرك، وتحديد مدى قانونية استغلالها، وإلزام أصحابها بتسييجها أو ردمها؟ فالمطلوب ليس فقط تدخلًا موسميًا بعد كل مأساة، بل خطة واضحة لتطويق هذه الفوضى المتنامية.

ساكنة تحت الخطر… وأصوات تطالب بإنقاذ الأرواح

تصريحات مواطنين من جماعة حربيل لـ الملاحظ جورنال كشفت عن غضب عارم من صمت السلطات، وغياب تام للرقابة، مطالبين بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وعلى رأسها مسؤولو قطاع البيئة، لوضع حد لهذا التسيب القاتل الذي يهدد حياة العشرات من الأطفال كل يوم.

رسالة إلى من يهمه الأمر: لا تتركوا أرواحنا تغرق بصمت

في خضم صمت المسؤولين، تبقى البرك المائية المنتشرة في واد تانسيفت ومحيط الضيعات الفلاحية شاهدًا على اختلالات تنموية عميقة. إنها ليست مجرد “مياه سطحية”، بل قنابل موقوتة، تنتظر فقط لحظة الإهمال التالية لتكتب مأساة جديدة. فهل يتحرك من بيده القرار… قبل أن نفقد المزيد؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.