تحت جدار المـ وت… مأساة رجل بسيط تكشف الإهمال المزمن في جماعة تيموليلت بأزيلال
لم يكن يعلم الرجل الخمسيني أن بحثه عن ظل يقيه لهيب الشمس سيتحول إلى مشهد مأساوي تُطوى فيه آخر صفحات حياته، تحت أنقاض جدار مهترئ في جماعة تيموليلت بإقليم أزيلال.
الضحية، الذي اعتاد المرور بجانب ثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية، وجد نفسه وجهاً لوجه مع قسوة الإهمال المزمن. انهار جزء من سور المؤسسة دون سابق إنذار، ليُسقط معه الرجل وعدداً من أغنامه، في مشهد مؤلم نجا منه خروف صغير واحد وكأنه شاهدٌ على موت لم يكن طبيعياً.
ليست القصة مجرد حادث عرضي، بل مأساة تشير بأصبع الاتهام إلى صمت إداري قاتل، حيث تفيد شهادات محلية أن السور ظل لسنوات يُظهر تصدعاته، دون أن تلمسه يد ترميم أو صيانة، رغم توالي التنبيهات من الساكنة.
الصرخة لم تُسمع، والنداء لم يُستجب له، إلى أن جاء الرد بصوت الركام، مخلّفًا مأساة إنسانية قد تتحول إلى رقم في سجل الحوادث ما لم تتم مساءلة المسؤولين عمّا وقع.
وفور علمها بالحادث، تحرّكت السلطات المحلية، حيث انتقل إلى مكان الانهيار كل من عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية، وتم نقل الجثة إلى مستودع الأموات، فيما فُتح تحقيق قضائي لتحديد ملابسات الحادث والمسؤوليات المرتبطة به.
لكن السؤال الأعمق الذي يطرحه هذا الانهيار لا يتوقف عند “من المسؤول؟” بل يمتد إلى “لماذا لا يتحرك أحد إلا بعد فوات الأوان؟”، في وقتٍ يُفترض فيه أن تكون أرواح الناس وسلامتهم أولوية لا تُؤجلها بيروقراطية ولا يُغلفها التجاهل.