الكولونيل طارق الدومي يلتحق بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بآسفي
في خطوة تعكس الحركية المتواصلة داخل صفوف الدرك الملكي، وتشير إلى حرص القيادة العليا على تعزيز الأداء الأمني ميدانيًا، شهد إقليم جرسيف تغييرات بارزة في مناصب المسؤولية، أبرزها انتقال الكولونيل طارق الدومي، قائد سرية الدرك الملكي بالإقليم، ليتولى مهام نائب القائد الجهوي للدرك الملكي بمدينة آسفي، وهي مسؤولية تُعد امتدادًا طبيعيًا لمسار مهني بصم عليه الرجل بحزم وهدوء وحنكة نادرة.
هذا التعيين الجديد لا يأتي في سياق روتيني، بل هو جزء من استراتيجية مدروسة لتقوية الحضور الميداني وتحديث منظومة التدبير الأمني على مستوى القيادات الجهوية، التي باتت تشكل البوصلة الرئيسية في تنزيل خارطة الطريق الأمنية الوطنية، بمقاربة قوامها القرب، الاستباق، والتدخل الفعّال.
لم يكن الكولونيل طارق الدومي مجرد قائد ميداني في جرسيف. كان أكثر من ذلك. ترك أثرًا واضحًا في بنية التنسيق الأمني بالإقليم، وساهم في ترسيخ مناخ من الثقة بين المواطن والمؤسسة. فقد عُرف بصرامته المنضبطة، وبحسه التواصلي العالي، إذ لم يكن يغلق بابه في وجه أي طارئ، وظل حاضرًا في تفاصيل اليوميات الأمنية، من أعقد الملفات إلى أبسط الشكاوى.
واليوم، يطوي صفحة جرسيف، ليفتح أخرى في آسفي، حاملاً معه تجربة ميدانية زاخرة، ستشكل دون شك إضافة نوعية للقيادة الجهوية هناك، في مرحلة تتطلب يقظة مضاعفة وقيادات قادرة على الربط بين الرؤية الاستراتيجية والعمل الميداني.
في المقابل، تستعد جرسيف لاستقبال قائد جديد لسرية الدرك الملكي، قادم من مدينة بركان، حيث كان يشغل منصب نائب قائد السرية. ويُنتظر أن يحمل معه تصوّرًا مكملاً، يجمع بين الصرامة التنظيمية والانفتاح المؤسساتي، في استمرارية لنهج بات يميز أداء المؤسسة في السنوات الأخيرة.
التغييرات التي عرفها الإقليم ليست مجرد حركة انتقالية إدارية، بل هي رسالة تنظيمية واضحة: الدينامية الداخلية مستمرة، والتجديد في المواقع الاستراتيجية بات سُنة مؤسساتية تهدف إلى ضخ دماء جديدة، وتبادل الخبرات، ورفع منسوب الجاهزية الأمنية، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي تشهدها الساحة الوطنية.
وفي انتظار ما ستكشف عنه الأيام القادمة من ملامح المرحلة الجديدة، تبقى الرهانات قائمة على مواصلة ترسيخ الأمن كحق أساسي، وتعزيز الثقة في مؤسسة تُراكم النجاح بصمت، وتبني حضورها اليومي على ركيزتين: الانضباط والفعالية.