الشيشة.. سمّ صامت يهدد صحة المواطنين ومراكش تدق ناقوس الخطر
تحولت مقاهي الشيشة في مراكش إلى ظاهرة مقلقة باتت تغزو الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء، مثيرةً مخاوف واسعة لدى الساكنة ومثيرَةً علامات استفهام حول مستقبل الصحة العمومية والأمن الاجتماعي.
هذه المقاهي، التي تُغري الشباب والمراهقين بجلسات دخان كثيف وروائح منوّعة، تخفي وراء واجهتها البراقة مخاطر قاتلة. فبحسب تقارير طبية، تدخين الشيشة يعادل استنشاق مئات السجائر في جلسة واحدة، بما يحمله من سموم مسرطنة وأمراض خطيرة على الرئة والقلب. إنها قنبلة صحية موقوتة تهدد جيلا كاملا، وتحوّل المتعة المؤقتة إلى معاناة طويلة الأمد.
ورغم الحملات الأمنية المتكررة التي تستحسنها ساكنة مراكش، فإن الظاهرة ما زالت تتمدد، مدفوعةً بجشع بعض أرباب المقاهي الذين يفضلون الربح السريع على حساب صحة الناس وسلامة الشباب. الأمر الذي يفرض، وبإلحاح، تسليط عقوبات زجرية صارمة وإغلاق هذه الأوكار التي لا تقل خطورة عن مروجي المخدرات.
إن الخطر اليوم لم يعد مجرد قضية أخلاقية أو صحية فحسب، بل مسألة أمن اجتماعي تهدد استقرار الأسر ومستقبل الأجيال. وعلى السلطات أن تتحرك بجدية أكبر، ليس فقط عبر حملات موسمية، بل عبر استراتيجية مستدامة تضع حدًا لهذا النزيف الصامت.
فمراكش، مدينة الحضارة والسياحة، تستحق أن تُصان من هذه الآفة، وأن تُحمى ساكنتها من سموم تتسلل باسم الترفيه وهي في جوهرها وسيلة هدم للصحة وللنسيج المجتمعي.