الصين تعيّن “يو جينسونغ” سفيرة جديدة لدى المغرب لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
عيّنت الحكومة الصينية يو جينسونغ سفيرة جديدة لدى المملكة المغربية خلفاً للي تشانغلين، في خطوة تؤكد الأهمية التي توليها بكين للعلاقات الثنائية، وذلك أيّاماً قليلة بعد زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى العاصمة الصينية وإطلاق آلية للحوار الاستراتيجي بين البلدين.
العلاقات المغربية الصينية، الممتدة منذ سنة 1958، شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً لافتاً، خاصة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الملك محمد السادس إلى بكين سنة 2016، وما تلاها من إلغاء التأشيرات لفائدة السياح الصينيين، وصولاً إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للدار البيضاء عام 2024.
وعلى الصعيد الاقتصادي، بلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين حوالي 10 مليارات دولار، لتصبح الصين ثالث مستثمر في المغرب بعد فرنسا والإمارات. وتشمل الاستثمارات الصينية بالمملكة مشاريع كبرى، من أبرزها مصنع الألمنيوم الأخضر (3 مليارات دولار)، مشروع إنتاج مواد بطاريات الليثيوم (2 مليار دولار)، إضافة إلى مصنع ضخم للبطاريات الكهربائية بالقنيطرة (5.6 مليار دولار)، ومشاريع تطوير شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة.
أما سياسياً، فيواصل البلدان التنسيق بشأن قضايا السيادة ووحدة الأراضي. فقد أكد الجانبان تطابق مواقفهما، حيث يجدد المغرب دعمه لمبدأ “الصين الواحدة”، فيما تثمّن بكين مقترح الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء.
ويرى مراقبون أن هذا التقارب الاستراتيجي يعزز موقع المغرب كمنصة محورية لمبادرة “الحزام والطريق” بشمال إفريقيا، ويوفر لبكين بيئة مستقرة وآمنة لاستثماراتها طويلة الأمد.