آسفي تغرق في الغضب بعد مأساة الفيضانات و مطالب عارمة بـ “المحاسبة الفورية” وكشف مآل أموال التأهيل

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أثارت فيضانات آسفي، التي أودت بحياة 37 شخصًا حتى الآن حسب  الحصيلة المؤقتة، موجة غضب عارمة بين المغاربة وأعادت بقوة إلى واجهة النقاش قضايا الإهمال والفساد البنيوي الذي يطال البنية التحتية للمدينة منذ سنوات طويلة.

عقب المشاهد المؤلمة لغرق المواطنين وممتلكاتهم وسط السيول، تعالت المطالب الشعبية والسياسية بفتح تحقيق فوري وشفاف وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة ضد كل المسؤولين المقصرين، سواء كانوا معيَّنين أو منتخبين، مع المطالبة بتعويض عادل للمتضررين وتهيئة فورية لأزقة المدينة لضمان عدم تكرار الكارثة.

فيدرالية اليسار: تقصير واضح وغياب للتدابير الوقائية

حمل فرع حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي مسؤولية هذه المأساة مباشرة للقائمين على تدبير الشأن المحلي، مؤكدًا في بلاغ له أن ما حدث هو تكرار لوضع كارثي مألوف في المدينة منذ سنين.

الحزب أشار إلى أن الحدث كشف القناع عن حقيقة “التنمية” التي لا يراها سوى أحزاب التحالف الحكومي، مشددًا على أن التقصير الواضح وغياب التدابير الوقائية الفعالة هي السبب المباشر للكارثة.

وأكد الحزب أنه حذر مرارًا وتكرارًا داخل المجلس البلدي بخصوص ضرورة تخصيص ميزانية لإعادة هيكلة البنيات التحتية، مطالبًا بفتح تحقيق فوري وشفاف والكشف عن مآل أموال مخطط تأهيل المدينة العتيقة ومشاريع البنية التحتية ذات الصلة.

“أطاك” المغرب… إهمال بنيوي في مدينة الصناعات الكبرى

من جانبها، اعتبرت جمعية “أطاك المغرب” أن غرق عشرات المواطنين في ساعات قليلة من الأمطار يُعد دليلًا دامغًا على حجم الإهمال والتهميش البنيوي الذي تعانيه آسفي العريقة.

الجمعية سجلت تجاهل المسؤولين المتعاقبين لنداءات الساكنة بخصوص تدهور شبكات الصرف الصحي، ووجهت انتقادًا لتوجه الدولة الذي يفضل الاستثمارات الاستعراضية (مثل الملاعب والقطار فائق السرعة الممولة بالديون) على حساب الخدمات الأساسية وسلامة السكان، مشيرة إلى أن هذا ليس عجزًا تقنيًا بل “خيار سياسي متعمَّد”.

البيان توقف عند مفارقة أن آسفي، التي تحتضن صناعات كبرى وحيوية (الفوسفاط، الكهرباء، الإسمنت)، يدفع سكانها اليوم ثمنًا باهظًا لإهمال مزمن، وطالبت “أطاك” بفتح تحقيق جدي وشفاف ومحاسبة كل المسؤولين عن الإهمال والفساد دون إفلات من العقاب.

الاشتراكي الموحد: تكرار مأساوي وغياب للرؤية الاستباقية

وفي سياق متصل، أكد الحزب الاشتراكي الموحد بآسفي أن الوضع المأساوي الذي يتكرر مع كل موسم ممطر تفاقم اليوم بشكل غير مسبوق، وحمل الحزب مسؤولية الفاجعة للقائمين على التسيير المحلي من مختلف مستويات المسؤولية، مشيراً إلى غياب الرؤية الاستباقية رغم تحذيرات المواطنين لسنوات. وطالب الحزب بفتح تحقيق لترتيب الجزاءات عن هذا التقصير، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود المتطوعين من أبناء المدينة القديمة الذين هبوا للإنقاذ بوسائل ذاتية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.