الذكرى 59 على استرجاع طرفاية إلى الوطن، ويخلها الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة، السبت المقبل 15 ابريل 2017، في أجواء من التعبئة الوطنية الشاملة والمستمرة، واليقظة التامة تحت القيادة الرشيدة للعرش العلوي المجيد، محطة بارزة لاستحضار مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
فقد قدم المغرب، ملكا وشعبا، تضحيات جسام، في مواجهة الاستعمار الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن، وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الإسبانية بشماله وجنوبه٬ فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي٬ ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة قدم العرش والشعب في سبيل تطهير التراب الوطني من ربقة الاستعمار الغالي والنفيس، في غمرة ملحمة نضالية متواصلة بمختلف محطات وجود حركية النفود الاستعماري عبر التراب الوطني، في إطار من الوحدة والتكامل والتماسك بين مكونات الفعل النضالي،و إذ حيث اضطلع جيش التحرير بالجنوب سنة 1956 بدور بطولي في معركة إستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني٬ والتي قادها جلالة المغفور له محمد الخامس بعزم قوي وإرادة صلبة.
لقد شكل الخطاب التاريخي لجلالته رحمه الله، بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958، بحضور وفود وممثلي قبائل الصحراء المغربية موقفا حاسما لتأكيد إصرار المغرب على استعادة حقوقه الثابتة في صحرائه السليبة، إذ هكذا٬ تحقق بفضل حنكة وحكمة جلالته طيب الله ثراه وبالتحام مع شعبه الوفي استرجاع إقليم طرفاية سنة 1958 والذي جسد محطة بارزة على درب النضال الوطني من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية.
وقد واصلت البلاد في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، ملاحمها النضالية٬ حيث تم استرجاع مدينة سيدي إفني سنة 1969 وتكللت بالمسيرة التاريخية الكبرى مسيرة فتح المظفرة في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية الملك الموحد الذي استطاع بأسلوب حضاري سلمي فريد يصدر عن قوة الإيمان بالحق٬ استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى الوطن٬ وكان النصر حليف المغاربة٬ وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء مدينة العيون في 28 فبراير 1976 مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية. وتم في 14 غشت 1979 استرجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن.