نعت جمهرة الرياضيين بالبيضاء، مساء الخميس 27 يوليو الجاري، وفاة الدولي السابق في تشكلية المنتخب المغربي منذ السنة 1974 إلى السنة 1991، تاريخ اعتزاله اللعب دوليا، عبد المجيد الظلمي، لاعب فريق نادي الرجاء البيضاوي، الذي استماث في تألق الكرة المغربية قاريا وعالميا، بتواضع الخجول، وسموق المتواضع الذي لا يهتم إلا بغير البدل الخالي من النفعية الضيقة، المنكفئة على مصلحتها.
عبد المجيد الظلمي الذي لم يدخل كتاب “جينز” للأرقام القياسية، رغم كونه لم يتلق عقاب البطاقات الصغراء والحمراء عبر مشواره الرياضي، الذي حفل بأول تتويج قاري والوحيد في خزانة النخبة الوطنية في العام 1976 التي أحرز فيها المنتخب المغربي لكرة القدم كأس أمم أفريقيا بعاصمة أثيوبيا “أديس أبيبا”، والمرور إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم المقامة بالمكسيك في العام 1986، حيث أظهر حينها كعبا ذهبيا إعتلى بأدائه المميز قائمة أفضل لاعب وسط متأخر في تاريخ الكرة ليس فقط الوطنية، وإنما على مستوى القارة الأفريقية التي استفادت منتخباتها التي حققت نتائج التأهل إلى الدور ما قبل النصف النهائي من منافسات كأس العالم، أن طريق شق دفاعات اللعب للوصول إلى الأدوار المتقدمة من منافسات كرة القدم، سره وسط الميدان الذي ضمن مشغله تؤتى فرص التهديف، قالبا بهذا الأداء، ومفككا منظومة أوطوماتيزمات اللعب الأفريقي الذي يعتمد على القوة، إلى اللعب المرن الذي حول هذه المنتخبات الأفريقية منافسا مشاكسا، ورقما صعبا خصوصا في منافسات كأس العالم الذي أطاحت فيه المنتخبات الأفريقية في مابعد دورة 1986، رؤوس الكرة العالمية، إذ نذكر إنجازات منتخبي الكاميرون ونيجيريا.
إنصاف عبد المجيد الظلمي باعتباره رياضيا يجمع إلى مزاولته لكرة القدم التي يغلب على نفسية لاعبيها التشنج والنرفزة، وفلتة الأعصاب، أخلاق الرياضي المثالي، أطروحة يعززها عدم تلقيه للعقاب الرياضي في مشواره الرياضي، وعلى أساس من ذلك، منحته عاما على اعتزاله اللعب دوليا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة/اليونسكو، جائزة اللعب النظيف في العام 1992، إذ لعب عبدالمجيد الظلمي 140 مباراة دولية دون تلقي عقاب رياضي.
عبد المجيد الظلمي، صاحب التتويج الأممي، المزداد بمدينة الدار البيضاء في 19 أبريل من العام 1953، عاش دون بهرجة، والتحق بدار البقاء دون حسيس من إملاق، إنا لله وإنا إليه راجعون.