بسيمة الحقاوي: كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور، كيف لقاصر أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا ؟
عبرت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية بسيمة الحقاوي، عن الأسف حول جريمة هتك العرض التي تناقلتها مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت ضحيتها قاصر معاقة بحافلة نقل حضري “أوطوبيس” بمدينة الدار البيضاء، ووصفتها ب “الجريمة الشنعاء”.
تصريح وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية بسيمة الحقاوي، حول الواقعة، جاء في خلال تدوينة أذاعتها المسئولة الحكومية على الجدارية التي تتبع لها بموقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، اعتمادا على ما استقطعه موقع العدالة والتنمية من التدوينة التي أورد منها المصدر قولها، بأن “هذه الجريمة التي تساءلنا جميعا، كل من موقعه ومسؤوليته، مسؤولون ومنتخبون وفعاليات مدنية وإعلاميون ومؤثرون في المجتمع، تدعونا لتقديم الأجوبة العملية بكل مسؤولية وموضوعية عن سؤال كبير، وهو ” كيف يمكن لقاصر أن يمارس العنف وهو في غاية السرور، كيف لقاصر أن يرتكب جريمة منتشيا كمن يلاعب شيئا ؟!”.
وشددت وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية، بسيمة الحقاوي، العزم على “مواصلة الجهود من أجل تنزيل السياسات العمومية سواء المتعلقة بحماية الأطفال، أو بالنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة أو المتعلقة بالتمكين للمرأة، باستحضار الحاجة الملحة لمزيد من الإجراءات الحمائية لكل هذه الفئات وتوفير بنيات التكفل للمتواجدين منهم في وضعية هشاشة”، في ما أكدت ذات المسئولة الحكومية، متعهدة على مواصلة العمل من جهتها “من داخل المؤسسات من أجل التسريع بخروج قانون محاربة العنف ضد النساء، الذي صادق عليه مجلس النواب وينتظر المصادقة عليه قريبا في مجلس المستشارين”.
منتدى الزهراء للمرأة المغربية: الإعتداء الجماعي على حرمة الجسد الذي تعرضت له الفتاة انتهاك صارخ لحقها الدستوري في التمتع بالسلامة الشخصية الذي يكفله الفصل 21
ردود الفعل حول واقعة الإعتداء على هتك عرض القاصر التي كشف بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، والتي تمكنت مصالحها بولاية أمن البيضاء من القبض على الجناة الستة الذين كانوا وراء إتيان الفعل الجرمي في حق القاصر بحافلة “أوطوبيس” بالدار البيضاء، إفتقادها للتوازن العقلي، جاء من خلال بلاغ منتدى الزهراء للمرأة المغربية، الذي طالب باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة، ومتابعة كل من تبث تورطه في الاعتداء على ” فتاة الحافلة”، وفقا لمقتضيات الفصل 431 من القانون الجنائي الذي ينص على أنه “من أمسك عمدا عن تقديم مساعدة لشخص في خطر رغم أنه كان يستطيع أن يقدم تلك المساعدة إما بتدخله الشخصي وإما بطلب الإغاثة دون تعريض نفسه أو غيره لأي خطر يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات وغرامة من مائتين إلى ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين”، يفيد مصدر الخبر الذي قال بتوصله بنسخة من البلاغ.
وبعيد اعتبار المنتدى ، “الإعتداء الجماعي على حرمة الجسد الذي تعرضت له الفتاة، انتهاكا صارخا لحقها الدستوري في التمتع بالسلامة الشخصية الذي يكفله الفصل 21” يجتزأ موقع العدالة والتنمية من بلاغ منتدى الزهراء للمرأة المغربية، فإن الفعل بالإضافة إلى ذلك، وبحسب تعبير نفس المصدر عن البلاغ، يضرب في الصميم مقتضيات الفصل 22 والذي ينص على أنه “لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، دعا إلى التطبيق العادل والصارم للقانون في حق الأحداث الجانحين والمشتبه في ارتكابهم للأفعال المذكورة”.
وارتأى بلاغ منتدى الزهراء للمرأة المغربية، بأن النازلة ” إذ تؤشر بقوة على انهيار منظومة القيم للمجتمع وتردي السلوك الإجتماعي لأفراده، فإنها تسائل من جهة ثانية، جميع الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية والدينية ومختلف مؤسسات التنشئة، في اتخاذ كافة المبادرات الكفيلة بتربية وتأطير الشباب، وفقا للهوية المغربية التي تتميز بتبوء الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها، تحصينا لهم من كل أشكال الانحرافات التي من شأنها أن تهدد الأمن المجتمعي”، يتناقل موقع العدالة والتنمية عن نفس البلاغ.
حسن طارق: ما يقع في النهاية هو مجرد اندحار مجتمع فقد بوصلته الأخلاقية نحو هاوية سحيقة ليست سوى فقدان مقومات العيش المشترك
من حيث انتهى بلاغ منتدى الزهراء للمرأة المغربية، ينطلق في اتساق تدخل أستاذ العلوم السياسية، حسن طارق، من خلال تدوينة بالجدارية التي تتبع له بموقع التواصل الإجتماعي (فايسبوك)، أن “اغتصاب فتاة داخل “أوتوبيس” أمام كاميرات هواتف لمتلصصين لم يروا في المشهد غير مادة قابلة للفرجة، ليس سوى دليلا آخر على خراب هذه الأمة، وانحطاطها الأخلاقي المفجع، وإفلاسها القيمي الحاد”، مضيفا، بحسب تعبير المصدر “العدالة والتنمية” أن “دلائل الخراب، لا تعد ولا تحصى”، ومن فرط انحطاطها يقول حسن طارق “صرنا نستطيع التطبيع مع أشدها بؤسا”؛ في ما تابع قائلا بحسب نفس المصدر، إن “الغش أصبح جزءا من المدرسة، والرشوة باتت بنية في الإدارة، واللصوص تحولوا إلى أناس محترمين وفق السلم الجديد للقيم”.
وتساءل البرلماني السابق، يورد موقع العدالة والتنمية بتعبير أستاذ العلوم السياسية، حسن طارق، “هل يجب أن نقول اليوم، بعيدا عن الشعارات التي تدعو للقيء، إن المجتمع العميق أصبح لا ينتج سوى الجريمة والكراهية والتطرف والإرهاب؟، وأن قواعد العيش المشترك باتت محفوفة بالتآكل اليومي؟، وأن (المغربي المتوسط) خريج أجيال الضباع وما بعدها، أصبح قريبا إلى حالة (مسخ” تربوي؟)، بلا حس مدني ولا شعور بالمواطنة، كائن موزع بين الخوف والكراهية والهشاشة وغياب السلوك المدني و هجانة المرجعية القيمية”.
وأبان ذات المتدخل، حسن طارق، عبر تدوينته، بأن “للإفلاس القيمي عوامل مركبة، مؤسسات للتأطير الإجتماعي عاجزة عن مرافقة تحولات عميقة للمجتمع، تحولات تدفع نحو تمدين بدون مدنية، نمط عائلي آفل بلا بديل، تدهور للطبقة الوسطى المنتج الرئيس للقيم، انخراط أعمى في مجتمع استهلاكي فج، سيادة للقبح والرداءة في المجال العام، بروز للتطرف كشكل وحيد لمقاومة حالة خوف معمم من المستقبل والانفتاح”، منتهيا إلى أن “ما يقع في النهاية، هو مجرد اندحار مجتمع فقد بوصلته الأخلاقية، نحو هاوية سحيقة، ليست سوى (فقدان مقومات العيش المشترك)”، ينقل مصدر الخبر “موقع العدالة والتنمية من تدوينة الجامعي، أستاذ العلوم السياسية، حسن طارق.