الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش- آسفي: ليس كل شيء يقال

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

شكك مقال على أحد المواقع الإخبارية بمراكش، في مدى نجاعة وفاعلية الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في التواصل مع الإعلام، وحجب المعلومة، والإستئثار بما لا يخدم العملية التواصلية/التربوية بالجهة، وذلك، اعتمادا على منطق لا يستند على أسس حقيقية في توجيه التشكيك وتعمله مكونا من مكونات الإستحواذ على سلطة المعلومة، ويأتي مع بداية الدخول المدرسي للموسم التربوي والتعليمي 2017- 2018.

فتوظيف الفهم غير المتساوق مع مقتضيات التواصل في علاقته بالتوجيه على ضوء استنباط أحكام تنتفي عنها صفة الوجوب والإلزام التواصلي، لفقدانها لمسوغات تمهد لتنفيذ المطالب التي لا تستند على الموضوعية، وتفتقر بالتالي، إلى اشتراطات اطراد التطبيق لمحتوى تقريب المعلومة والخدمات وإخضاعها للديمومة بالفعل المشروط لغاية افتراض رؤية ذاتية تستوجب الرغبة في “الضغط” أو  السعي نحو اغتنام فرصة تقريض المسافة بين الإعلام والإدارة إلى مغبة تحقيق هدف شخصاني صرف محكوم  بوحي المنطق الإستغلالي الذي يحاول تعكير صفو العملية التواصلية بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش، والإعلام  الموضوعي الذي يروم التأسيس لفعل تواصلي موسوم بالنفعية، وقريب من إنتاج وتداول التوجه نحو التفعيل الكامل لمبدإ “تقريب المعلومة من المواطن” بمؤسساته الدستورية.

فبماذا يمكن أن يوصف اتهام أو ادعاء عدم انفتاح وتواصل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش، التي يديرها مولاي أحمد الكريمي،  إذا لم يكن الأمر يتعلق بمظنة تحاول تكبيل يد المسئولين بالأكاديمية، والتشكيك في متابعة ما تقتضيه مسئولية التدبير للشأن التربوي الذي يراهن في إطار التوجهات العامة للسياسة التربوية والتعلمية بالمغرب، واستراتيجية التكوين الرامية إلى إعداد جيل تربوي طبقا لمعايير الجودة، وممدرسين متماهين مع ترجمة منظومة الإصلاح التي تحرص على تدبير مستوياتها الأكاديمية، وتضع في صلب أدواتها وأولوياتها دور الإعلام في تجسيد تطلعات الطموح الوطني تجاه تحقيق مدرسة عمومية متزنة المادة المعرفية والمنهجية، مراعاة للبنية السوسيو/ثقافية المحلية والوطنية.

واعتبارا لصيرورة الأحداث والسياق الذي جاء فيه التشكيك، بعدم انفتاح وتواصل الأكاديمية مع الفاعل الإعلامي، يحجب حقيقة كون الأكاديمية تسعى تحت إدارة المدير الجهوي مولاي أحمد الكريمي، الذي يحرص على أن لايعطي الفرصة لكل مدع ولكل من يأنس في نفسه الصيد في الماء العكر، سيما، وأن المؤسسات الوطنية تمارس نوعا من الإحتياط في تعاملها مع الإعلام، اعتبارا للشرط التاريخي الذي يبشر يطفرة نوعية، خاصة، مع القانون الجديد لمدونة النشر والصحافة، الذي لا يترك مجالا للمتلاعبين بالمعلومة المقدسة التي لا تقبل المساومة والمزايدة في واقع جديد يلفظ دعاة نزعة إلف واعتياد ممارسة المحظور ضمن هذا الواقع الجديد، الذي يفصح عن انخراط مختلف المؤسسات الإدارية، وضمنها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش- آسفي، من إعداد بيئة إخصاب قانون النشر والصحافة الجديد.

التشكيك في عدم انفتاح أكاديمية التربية والتكوين بجهة مراكش- آسفي، لا يعدو أن يتخذ طريقا كيديا يراد به لي دراع المسئول الأول بالأكاديمية، والإبعاد عن الإنخراط في مسلسل أجرأة القوانين الموجهة للتدبير التربوي بالجهة،  ويؤكد انزلاقات تالتشكيك في متاهة صراع غير معروف النتائج أصلا، في ما يخص تعمد الإساءة إلى الأكاديمية، وإلى مدبر إدارتها، وهو ما يسجل معه أول:  تغييب الإدراك العميق للمدلول القانوني للحق في المعلومة، وثانيا: أن تنصيص الدستور على الحق في المعلومة لا يعني فتح وإتاحة باب التأويل والتطاول لمن لا علاقة له بالمنظومة التربوية  والقانونية وفقه الدستور، وثالثا: أن الدستور أوصى بإشراك الإعلام إشراكا احترازيا واقتراحيا غير ملزم بالتفعيل، من باب أن ليس كل شيء يقال، خصوصا، وبالنظر إلى القانون الجديد للنشر والصحافة، الذي يجعل من المواقع الخبرية التي لم تعد تتحرك إعلاميا إلا في إطار مهلة التمديد للملاءمة، مخاطبا غير قوي أمام السلطات وأمام الدفع بالإقتراحات إلى مجال التنفيذ، وينقطع عن موضوع التشكيك، ثم رابعا: أن الركوب على الحق في المعلومة من خلال الفهم الشخصي/ الفرداني، يحول العملية برمتها إلى مشاكسة لن تفضي بالضبط إلا إلى إفشال مشروع التواصل المؤسساتي مع الإعلام الذي تتوفر الأكاديمية على خلية تمثله أمام الصحافة والرأي العام، خامسا وأخيرا، أن دور الإعلام لا يكتسب شرعيته إلا بتكاثف جميع مكونات المجتمع، وهو ما يتنافى مع الحالمين بتعميق الشروخ بين المواطن وبين قربه من المعلومة، ما يجعل من الموقف تجاوزا خطيرا، صادرا عن من لا يرق بالعمل الإعلامي إلى مدارج التناول المواطني الفعلي، والتدبير الحقيقي الذي وحده يخول لأي إعلامي أن يلقي بدلوه في متاهة التشكيك  في أمور عظيمة تفتقر إلى الإحساس بخطورتها وتداعياتها على مكونات العملية والتربوية والتعليمية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش- آسفي، ونكران للجهود المبدولة من قبل أطر وموظفي الأكاديمية للتنزيل السليم للميثاق الوطني للتربية والتكوين ولإصلاح المنظومة التعليمية، ويقودها طبقا للتوجهات التربوية الوطنية، مدير الأكاديمية مولاي أحمد الكريمي الذي من منطلق التجربة يهيئ فضاءا أرحب للتواصل و الوصول إلى المعلومة بما يسمح به تدبير المسألة التربوية بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *