الأخصائية النفسية الدكتورة هدى بشارة تبسط في دائرة نقاش الأعراض النفسية لمرض الزهايمر خلال اللقاء الذي نظمته جمعية أمل مغرب الزهايمر

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

أوجزت  الأخصائية في علم النفس، الدكتورة هدى بشارة، أثناء التدخل الذي أدلت به في تخليد جمعية أمل المغرب الزهايمر، لليوم العالمي لمرضى الزهايمر، المتضام الخميس 21 شتنبر 2017 بغرفة التجارة والصناعة بمراكش، الأعراض النفسية لدى مريض الزهايمر، مؤسسة مدخل الحديث في إجلاء هذه الأعراض، من كون أن “المريض يستوعب تدهور قدراته المعرفية، ما يؤدي به إلى اضطرابات نفسية، حيث أنه أحيانا يدرك بأنه قد بدأ ينسى، وهذا الأمر يخلق لديه نوعا من التخوف، وعلى أنه قد بدأ يحس بفقدانه للذاكرة ولقدراته العقلية، قيتخوف، خصوصا، وأن هذا المرض ليس له علاج بنسبة 100%، وإما الممكن هو تقص سرعة تطور المرض، بالأدوية والعناية والرعاية.

هذه الإضطرابات النفسية تتبدى بحسب تدخل الدكتورة هدى بشارة في “القلق وحالات الفزع التي تظهر إما بشكل مباشر أو حركات عصبية مثل الإهتياج والتجول والنوم المضطرب، أو بالعكس يظهر القلق في الجمود”، وتعقب فترة القلق والخوف بحسب تصريح الدكتورة في التدخل “تأتي فترة محاولة المريض الدفاع عن نفسه من المرض، (التقليل من المرض “لست مريضا”)، وإبداء الغضب على المرض، والإنفعال، وهذا الغضب يؤدي بالمريض إلى توجيهه ضد الأقارب”، والمرحلة الأخيرة من الأعرلض تكون هي “الإكتئاب” الذي يضع المريض أمام حقيقة أنه مريض، وأنه لا “يمكن له التغلب على المرض، فينهزم ويستسلم، حينها يقينا “يحس بالنقص في شخصيته وإنسانيته، وبما يصبح المرض يعنيه لديه من الشيخوخة والموت، فيسيطر عبيه الحزن والتشاؤم وعدم الإهتمام بالأشياء، وهذه كلها أعراض للإكتئاب، فيدخل في الإختفاء وحضور الأفكار الإنتحارية، والتي لا تتخذ تعبيرا لفظيا، ولكن من خلال حركات في الوجه وفي الجمود، والصوت الذي يخفت ويضعف، وفي عدم الكلام  و في الحركات القليلة، وحيث يجب أن ننتبه تذكر الدكتورة هدى بشارة “إلى التعبير غير اللفظي لمريض الزهايمر، التعبير الجسدي وتعبير الملامح”.

ومن الإضطرابات النفسية الأخرى، تشير الدكتورة المتحدثة، إلى التغيرات المفاجئة في المزاج، الهذيان والهلوسة والإضطهاد”، وتظهر الدكترة، بأنه رغم تدهور القدرات العقلية، يجب أن نعرف بأن المشاعر تستمر، ويجب اللعب على هذه المشاعر لدى مريض الزهايمر، وذلك، بمحاولة إبقائها حية، إذ أن الحياة لاتشكلها فقط القدرات العقلية، وإنما أيضا تظهر في الشعور والتبادل الإنساني بين الأشخاص؛ وإذن، فالمشاعر التي تبقى لدى مريض الزهايمر لا تجسدها فقط المشاعر السلبية، إذ أن المريض يستطيع أن يعيش أحاسيس جميلة، ويشعر بإنسانية الآخر تجاهه، وهذا التبادل بين المريض الذي لاتزال لديه قدرة العطاء، والإنسان الذي يرعاه، يجعل من حياة المريض مستمرة.

وأوضحت الدكتورة هدى بشارة وسائل العلاج النفسي، في العلاج غير الكيميائي الذي يعد لدى مريض الزهايمر أساسيا، وأما الأدوية الكيميائية التي تدخل ضد الهلوسة وإن كانت هي الأخرى على أهمية بما كان، غير أن العلاج غير الكيميائي هو ما يجب التأكيد عليه، ذلك، أن الأهداف من العلاج النفسي هو تحسين حياة المريض وبمن يحيط به أيضا، فالأدوية الكيميائية هي ضد الخوف والإكتئاب وهي من اختصاص الطبيب النفساني الذي لديه علم، حيث أن هناك من الطب النفسي المختص في طب نفس المسنين، وحيث الرسالة الأهم غي الطب النفسي تحسيس المريض كونه لا يزال على قيد الحياة،  ولو أن الحياة تعرف تقصانا في جوانب منها، غير أنها تستمر من خلال مجالات أخرى، حيث أن الأساسي هنا هو التعاطف والتحفيز، فالتعاطف هو التفاهم، عدم نفي الواقع للمريض، وبدون إعطائه أهمية مبالغ فيها، إذ يجب التركيز على القدرات الباقية لدى المريض، وإعانته، لكن بإفساح مجال المشاركة لديه، أما النحفيز فيأخذ شكلا عاطفيا زمعرفي وجسدي، من خلال أنشطة مناسبة ليس فقط بالمراكز الصحية، ولكن أيضا من خلال الأنشطة التي يوجهها الأقارب بالدور، التذكير بالذكريات السعيدة، تجلي الدكتورة هدى بشارة في تدخلها.

قبالة انطلاق الإحتفال باليوم العالمي لمرضى الزهايمر، في إطار اللقاء قال رئيس جمعية أمل مغرب الزهايمر، أحمد نعيم في تصريح لوسائل الإعلام، أن اللقاء الذي تحضره نخبة وثلة من الأساتذة والأطباء ذوي الإختصاص الذين سيتحدثون عن المرض ومراحله ومضاعفاته، وعلى خطورة المرض، والمعاناة التي تعانيها الأسر، أن “مريض الزهايمر هو مريض فقد المقومات الآدمية، غير أن من يعاني بالدرجة الأولى هي الأسرة، المرافقين الطبيعيين الذين لأجلهم أخذت الجمعية على عاتقها القيام بتكوين لفائدة هذه الأسر لمعرفة كيفيات التعامل مع مرضى الزهايمر”.

وأبرز أحمد نعيم، رئيس الجمعية في تصريحه، بأن “خريطة مرضى الزهايمر آخذة في التوسع والإنتشار، وتتفاقم، حيث أن الإحصائيات متشائمة، فالإحصائيات على مستوى جهة مراكش- آسفي تبلغ حاليا 374 حالة، وهو رقم غير دقيق، وإذا ما أردنا معرفة العدد الحقيقي يجب مضاعفته 5 مرات، لأن عائلات مرضى الزهليمر يخفون مرضاهم، يتخفون من إبراز الحالة المرضية التي لديها، وإذن، فالدور ال الذي تسعى الجمعية إلى القيام به، هو محاولة إخراج هذا المرض من الظل، من محاولات التحسيس والتعريف بالمرض، لأن هناك أناس في القرى وفي المداشر وفي الجبال، والذين لا يعرفون المرض”، في ما عبر عن طموح  الجمعية “توفير مركز استقبال لهذه الفئة التي تعاني”، في انتظار ذلك، فإن التركيز بحسب المتحدث سينصب “على التكوين والتحسيس لإخراج المرض من الظل، وتكوين المرافقين الطبيعيين.

وسجلت الطبيبة المختصة قي الجهاز العصبي، الأستاذة المبرزة في علم الأعصاب بكلية الطب والصيدلة بمراكش، الدكتورة العدلي، من منطلق اعتبارها طبيبة مختصة في أمراض الدماغ والأعصاب أولا، وطبيبة مهتمة بمرض الزهايمر ثانيا، “ارتفاعا في حالات الإصابة بمرض الزهايمر، ممكن أن التشخيص أصبح أحسن، وممكن أن الناس أصبحوا يقصدون الطب المختص شيئا ما  مبكرا، بالمقارنة مع الحالات التي كنا نتعامل معها قبلا، والتي كانت تحمل نوعا من الصعوبة، غير أن المسجل أن حتى الناس الذينقد يكونون يشتكون من الذاكرة، يتولد لديهم خوف الإصابة، فيقصدون الطب المختص لإخضاعهم إلى اختبارات الذاكرة، وحيث على العموم هناك طلبات حول الفحص المتصل بالذاكرة بالمستشفى الجامعي محمد السادس”.

هذا العمل بحسب الدكتورة يوازيه اشتغال على التحسيس بمرض الزهايمر، حيث أبرزت في هذا الخصوص، بأن القيام بالتوعية يتم في سيلق مثل هذه اللقاءات، وأثناء الإحتفال باليوم العالمي لمرضى الزهايمر، وعلى مدار السنة الطبية، وذلك، للتحسيس بالعوارض السابقة عن الإصابة، والإنعكاسات اللاحقة عنها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *