استقبل الملك محمد السادس، امس الثلاثاء 17 اكتوبر الجاري بالقصر الملكي بالرباط، هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، الذي يزور المغرب في إطار جولة إقليمية، حيث حضر هذا الاستقبال فؤاد عالي الهمة مستشار الملك وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وكذا ديفد شفاك المستشار الخاص لكوهلر.
واعتبر تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية، أن استقبال الملك لكوهلر، أعطى إشارة جد معبرة عن نهاية مرحلة بان كيمون كأمين عام للأمم المتحدة ونهاية ممثله الشخصي كريستوف روس في الصحراء وبداية مرحلة جديدة مع المبعوث الأممي حول الصحراء. وأبرز الحسيني، أن لقاء المبعوث الشخصي للأمم المتحدة بالعاهل المغربي، أساسي جدا فيما يتعلق بانطلاقة مرحلة جديدة من المفاوضات لحل النزاع المفتعل، الذي يتمنى الجميع، يؤكد الحسيني” أن تكون انطلاقة موضوعية ومحايدة وجدية للتوصل إلى حل سياسي وسلمي”.
مؤكدا،أن “المغرب قاسى كثيرا في علاقته مع الاثنين”، مبرزا “أن المغرب رفض روس في الماضي وتمسك به أمينه العام، ثم اضطر المغرب لمراجعة أوراقه وقبوله في نهاية المطاف، مشيرا في الوقت ذاته ، على أنه “لاحظنا كيف أنه حاول أن يغير مسار التسوية التي اقترحها مجلس الأمن ضمن قراراته الأولى وهي التسوية التي كانت تتجه نحو المفاوضات من أجل إيجاد حل سياسي، فألغى عملية المفاوضات في شكلها التقليدي وعمد إلى زيارات مكوكية وإلى اتخاذ مواقف جديدة وإلى تغيير المحتوى، حيث كان يهدف في الحقيقة إلى أن يقترح الاستفتاء كحل لتسوية النزاع”.
وبالتالي، يؤكد المحلل الدولي،فإن “هذه المرحلة انتهت مع روس وانتهت مع الأمين السابق، ونحن الآن مع أمين عام جديد وهو شخصية أنطونيو غوتيريس الذي له تجربة في ميدان اللاجئين والسياسات الدولية”، مضيفا ” إنه يتمتع بقدر أدنى من الحصافة والحنكة تؤهله ليكون واقعيا وموضوعيا،مستطردا ” وإن اعتاد الجميع في الممثلين الشخصيين أن يكونوا من جنسيات أمريكية وأن يتطرفوا في مواقفهم من جهة إلى أخرى”.
وعبّر الحسيني عن تفاؤله من المبعوث الشخصي الجديد، موضحا في الوقت نفسه، أن الألماني كوهلر “يتوفر على كثير من الحكمة باعتباره رئيس دولة سابق، وهذا أمر جديد أن يكون رئيس دولة سابق مبعوث شخصي للأمين العام وهو خبير اقتصادي شارك في نشاطات كبرى في العديد من المؤسسات الدولية كالبنك العالمي ويتوفر على المواصفات سواء على المستوى السياسي كشخص له تقديره واحترامه أو كشخص جديد على ملف الصحراء.
وأضاف المحلل الدولي،” نعلم جيدا أنه في مجلس الأمن عندما تقدم المغرب بمشروعه حول مقترح الحكم الذاتي اعتبره بمثابة مقترح جدي يتمتع بالمصداقية، وبأنه الورقة الوحيدة الموجودة على طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع، لذلك ما يتمناه المغرب أن تنطلق هذه العملية في اتجاهها الإيجابي”.