محمد الغازي/ ورزازات
أسدل الستار بورزازات على فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان الدولي للشعر والموسيقى “تموايت”، بأمسية موسيقية شعرية جلبت إليها جمهورا وفيا للمهرجان من مدينة ورزازات ومن خارجها، مستمتعا بفقرات موسيقية وشعرية متفردة، حيث افتتحت الأمسية بقراءة شعرية أمازيغية للشاعر “محمد الزيادي” من الجنوب الشرقي، صاحب ديوان “تلكيت”، والذي ألقى قصائد ” تطفي نووسان” ، ” أمودو” و ” أمزروي “، وحيث قبالة تواصل الأمسية بقراءة شعرية للزجال الورزازي “عبد العزيز المكي الناصري” الذي أدى قصائد من ديوانه ” كهف النسور”، وفي أمام الحضور النسوي في الإلقاء الشعري في الدورة 11 من مهرجان “تموايت”، وإلقاء الشاعرة “خديجة المسعودي” بإتقان الشعراء الكبار قصيدتها ” غصن ينمو مائلا نحو الأرض “، إلتقى الجمهور مع اكتشاف موسيقي جديد حملته هذه الدورة، وتعلق برباعي القيثارة الإسباني ” بين أربعة ENTREQUATRE “، التي أدت معزوفات من موسيقى أمريكا اللاتينية، منها معزوفة أرجنتينية وأخرى من الأوروغواي تحت عنوان ” بريسطا”.
شغف الجمهور كان كبيرا للقاء الفنان المقتدر “إدريس المالومي”، عازف العود المتميز ورفيقيه على الإيقاع “الحسين باكري” و”سعيد المالومي”، مؤدين في توليفة منسجمة معزوفات استغورت كنه الإبداع الأدائي الموسيقي، قبل أن ينضم الرباعي الإسباني “كارمن سويلو”، “كارلوس سواندا”، “خيسوسبريتو” و “مانويل باز” في عرض ” بين الضفتين “وهو عمل إبداعي متفرد، حمل جمهور ورزازات وضيوف المهرجان في سفر فني راق، أبدعت فيه أنامل الفنانين السبعة في تناغم بليغ بين الآلات الإيقاعية والعود والقيتارة، لتصنع لحظة متعة زكت تفرد مهرجان تموايت وبحثه المتواصل عن الجديد في الموسيقى العالمية، أما الحضور الشعري النسوي فتمثل في الشاعرة خديجة المسعودي التي ألقت بإتقان الشعراء الكبار قصيدتها ” غصن ينمو مائلا نحو الأرض ” .
ومن أقوى لحظات الأمسية التكريم الذي خصص للأستاذ الجامعي والناقد الأدبي الدكتور عبد السلام الفيزازي الذي عبر عن امتنانه الكبير لهذه الالتفاتة التي تركت في نفسه الأثر الكبير ، كما تم تكريم فناني الإيقاع عضوي فرقة المالومي ويتعلق الأمر بالحسين باكير وسعيد المالومي .
في افتتاح الأمسية قال مدير المهرجان حكيم أت تكنوين ” … نصيح في وجه الصمم ، ماذا تبقى لنواصل هذا الطريق الطويل الطويل، ماذا تبقى ليعلو صوت حناجرنا ، ماذا تبقى لنعلي من شأن الحياة ، نغمة، ريشة، كلمة وبقايا أمل، وحب من حولنا
سنضل نجمع الأنبياء حولنا ، كي لاتضيع ابتسامة الأطفال فينا ، وحولنا
سنسافر أبدا على صهوة الجنون ، ونقطف لكم ولنا عناقيد الخيال ، علنا ننسى قليلا كل هذا الهذيان
هي صرخة أخرى من صرخات تموايت ويغيب عن هذا الحلم أحد أعمدة تموايت الصديق والأخ رشيد فاضل نتمنى له الشفاء العاجل …
كم نحن قلة في مواجهة هذا المد من الرداءة، هذا المد من اللامعنى واللاجدوى ، كم نحن قلة
صرخة تموايت صرخة للحب ، انشودة تملأ المكان
ق لكل من كانوا لنا سندا
شكرا لكل الذين بحبهم يقوى العناد ويقوى الاصرار… ”
يشار إلى أن إدريس الملومي يبقى واحدا من الموسيقيين الإستثنائيين بالمغـرب، وسفيرا فوق العادة للموسيقى الراقية ، حاز مؤخرا على الوسام الشرفي لوزارة الثقافة الفرنسية من درجة “فارس للفنون والآداب” ، من أعماله “رقصة الروح” التي صدرت سنة 2005، ” ثلاث ميمات” سنة 2008، “عـين القلــب” سنة 2013، “مـكــان” سنة 2014.
حصل على عدة جوائز و تقديرات على أعماله منها جائزة “زرياب المهارات”سنة 2011 من طرف المجلس الوطني للموسيقى عضو المجلس الدولي للموسيقى التابع لليونسكو… ، توشيح “وسام المدينـة” كأفضل فنان موسيقي للسنة ، “درع مهرجان جرش” بالعاصمة الأردنية عمان 2014؛ ويستعد حاليا لطرح ألبومه الجديد ” أناروز” الجزء الثاني لمشروع ” ثلاث ميمات” الذي شهد أكثر من 200 عرضا عبر العالم.
يذكر أن المهرجان من تنظيم جمعية أنفاس ورزازات للبحث الفني والثقافي بشراكة مع مجلس جهة درعة تافيلالت و الجماعة الترابية لورزازات و بدعم من المجلس الإقليمي لورزازات.