ربط الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نورالدين بوطيب، أوساط الجلسة الإفتتاحية للمنتدى الأفريقي للأمن، الذي من المرتقب أن يستمر بين 21 و 22 و 23 نونبر من السنة الجارية 2018، وانطلقت بالعاصمة الرباط، الخميس 22 نفس الشهر في شعار “إعادة تحديث مجالات التعاون الدولي لمحاربة تهديدات القرن21″، (ربط) مكونات التهديدات الإرهابية التي يكافحها المغرب، ويعمل باتفاق بين مختلف الأجهزة الأمنية الوطنية في إجهاض مشروعها التدميري لأمن واستقرار المملكة، بين عودة العناصر الإرهابية من بؤر الإنفلات الأمني، سوريا والعراق، وقاعدة التطرف التي تنشر على الأنترنت، والوضع الراهن للإرهاب في منطقة الساحل التي تضم كلا من دول –بوركينافاسو- مالي- موريتانية- تشاد- النيجر- ، حيث يتغذى الإرهاب بتعدد الفاعلين، خصوصا أمام تدهور الوضع السياسي بدولة مالي.
وإذ كانت التهديدات الإرهابية التي تلقي أخطارا حقيقية بالتمدد بدول منطقة الساحل بعد انحسار عمليات التنظيم الإرهابي “داعش” بدولة سوريا والعراق، وترشيح الإنتقال الذي بات مرتقبا بين المهتمين الدوليين بالدراسات الجيو استراتيجية، إلى مناطق جذب واستقطاب أخرى بمناطق العالم التي تشهد هشاشة اجتماعية، سياسية واقتصادية، كانت تلك التهديدات الإرهابية الموجهة إلى منطقة الساحل الأفريقي، موضوع اللقاء الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، والمنعقد بالعاصمة باريس خلال مايو هذه السنة 2018، لتباحث تعزيز القوات المشتركة في محاربة الإرهاب بدول منطقة الساحل، وحيث انطلاقا من هذه المؤشرات التي تقوي من خطر التهديد بمنطقة الساحل الأفريقي الذي يشكل عمقا استراتيجيا للمنطقة العربية عموما لامتدادها الجغرافي الذي يمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الأحمر، تدخل أهمية لقاء المنتدى الأفريقي للأمن بالرباط، الذي كشف خلاله الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، عن إحصائيات التصدي التي باشرها المغرب للخلايا الإرهابية، وارتباطا بالهجرة غير الشرعية التي تمكن في إطارها إلى متم شتنبر من السنة 2018، من تفكيك 122 شبكة إجرامية تنشط في مجال الهجرة غير الشرعية، وإحباط حوالي 68 ألف محاولة للهجرة السرية.
وأبان الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، أثناء التقديم لنفس الإحصائية التي تظهر إيجابية المقاربة الأمنية التي تعتمد على إجراءات استراتيجية في التدخل والتجفيف وحفظ المملكة من تهديدات الخطر الإرهابي، (أبان) بالقول، بأن (السلطات الأمنية بالمغرب في قطاعي محاربة الإرهاب والهجرة الغير الشرعية، قد تمكنت منذ سنة 2002 من تفكيك 185 تنظيما إرهابيا، وتوقيف أزيد من ثلاثة آلاف شخص، بالإضافة إلى تعطيل أزيد من 3300 شبكة إجرامية، وحجز حوالي 2000 قارب لنقل المهاجرين السريين، في حين تمت تسوية وضعية ما يناهز 50 ألف مهاجر من خلال مبادرتي 2014 و2017)؛ ملفتا، بأن (الاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها المغرب خلال سنوات 1994 و 2003 و 2007 و2011، فرضت عليه بدل مجهودات جبارة للتوفيق بين عمليات الوقاية الرامية إلى تجفيف مصادر التطرف العنيف، وبين ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار واحترام حقوق الإنسان وممارسة الحريات الفردية والجماعية).
إلى ذلك، يثبت الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، خلال جلسة المنتدى الإفتتاحية، بأن نفس الإعتداءات على المغرب ألزمت (الانخراط في إستراتيجية تروم مواكبة المعتقلين السابقين في قضايا الإرهاب، الذين أبانوا عن استعداد لإجراء مراجعة فكرية ونبذ كافة أشكال التطرف، لاسيما، من خلال برنامج “مصالحة”، الذي انخرط فيه إلى جانب السلطات العمومية عدة فاعلين في الحقل الديني والمجتمع المدني، من بينهم المجلس الوطني لحقوق الإنسان والرابطة المحمدية للعلماء ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، منوها في نفس السياق في ما يتعلق بالجريمة الإلكترونية وأمن الأنظمة المعلوماتية، بأداء المصالح الأمنية المغربية، التي تمكنت خلال السنوات الأخيرة، بفضل تحكمها في الفضاء الإلكتروني، من إفشال عدة مخططات إرهابية، كانت تستهدف التراب الوطني أو على خارجه، مذكرا في نفس التوجه، بالإستراتيجية التي أعدها المغرب بتنسيق مع إدارة الدفاع الوطني، وتحيين الترسانة التشريعية والتنظيمية، وتكوين الموارد البشرية المؤهلة، في أفق محاربة الجريمة الإليكترونية، فضلا، عن توقيع المغرب لما لا يقل عن 40 اتفاقية دولية للتعاون الثنائي، وهمت مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بحسب نفس ما تناقلته وسائل الإعلام عن الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، من التصريح الذي تقدم به في افتتاح المنتدى الأفريقي للأمن 2018 بالعاصمة الرباط.
وأوضح الوزيرالمنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الأفريقي، محسن جزولي، خلال نفس الجلسة الإفتتاحية لذات نفس المنتدى الأفريقي بالرباط، تبعا للمتناقل من أخبار المنتدى، بأن معضلة الهجرة التي تقدم الإحصائيات في شأنها هجرة 256 مليون مهاجرا حول العالم، ويتم التعاطي معها باعتبارها مشكلا، وتعاني منها جل الدول الأفريقية، والتي سيحتضن في خصوصها المغرب في الفترة بين 10 و 11 دجنبر 2018 بمراكش، أول مؤتمر حكومي تحت إشراف الأمم المتحدة للمصادقة على الميثاق العالمي للهجرات الآمنة والمنظمة والمنتظمة، لا يمكن في إطارها إغفال أن هؤلاء المهاجرين قدموا الكثير لدول العالم، خاصة على المستوى الاقتصادي والثقافي، وفي ما اعتبر الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي، المكلف بالتعاون الأفريقي، محسن جزولي، أن روح التقاسم ينبغي أن لا تطبع العلاقات جنوب-جنوب فحسب، بل أيضا العلاقات شمال-جنوب، بهدف التمكن من نقل المعرفة والتجربة والممارسات الجيدة في اتجاه البلدان الإفريقية المتطلعة أيضا إلى نهج مسار التنمية والنمو الاقتصادي، مضيفا أن المغرب باشر عدة أوراش انخرط من خلالها بشكل حاسم في مسار للتنمية السوسيو-اقتصادية، وأن المملكة دائما ما تعبر عن استعدادها لتقاسم تجربتها مع البلدان الإفريقية، تبعا لنفس وسائل الإعلام التي تناولت أعمال الجلسة الإفتتاحية للمنتدى الأفريقي للأمن بالرباط.
وتتناول أشغال المنتدى بحسب ما جاء في تصريح نائب رئيس مركز الأبحاث والدراسات الجيواستراتيجي “أتلانتيس”، سعيد الهواري، لبوابة “منارة”، محاور الهجرة والنمو الإقتصادي والإجتماعي، الإرهاب السيبراني والسمعة الإليكترونية والبيانات الكبرى (بيغ داتا)، التطرف ومحاربة الفكر الراديكالي، في ما يضيف نائب رئيس “أتلانتيس” المنظم للمنتدى في دورته الثالثة، بشراكة مع المنتدى الدولي للتكنولوجيا، ومشاركة أزيد من 400 مشاركا، ضمنهم خبراء وباحثون وموظفون سامون، وخمسين دولة معظمها من القارة الإفريقية، أن النتيجة التي تتوخى من تنظيم المنتدى، استخلاص خارطة طريق تضم مقترحات هؤلاء الخبراء حول تحسين الوضعية، من الناحية الأمنية، والدفاع، والهجرة، التي هي أهم المواضيع المطروحة اليوم.