مثل شخص في العقد الرابع من العمر أمام النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتازة، أول أمس الثلاثاء 10 فبراير 2015، في أولى جلسات محاكمته،على خلفية اتهامه ب “احتجاز زوجته وتعنيفها، وتعريض مولوده لخطر الموت”.
وكانت عناصر الدرك الملكي، قد اعتقلت المتهم في وقت سابق، بناء على إخبارية في الموضوع من قبل عون سلطة، بعدما تبين أن زوجته تعرضت لتعذيب نفسي واعتداء جسدي خطير في مختلف أنحاء جسدها، واحتجازها لحوالي أسبوع، ما كاد أن يودي بحياتها وحياة رضيعها حديث الولادة.
ووفق المعطيات المستقاة من مجريات التحقيق الأولي في هذه القضية، فإن الزوجة النفساء عُثر عليها في وضعية صحية متدهورة، بينما كاد الرضيع أن يواجه خطر الموت بسبب الجوع، دون أن تستطيع الأم إرضاعه بسبب الكسور الخطيرة التي تعرضت لها، والتي شخّصها طبيب أشرف على حالتها الصحية بالمستشفى الإقليمي “ابن باجة” في إصابتها ب 15 كسرا في أنحاء مختلفة من جسدها.
وتم انكشاف هذه القضية عقب اختفاء مفاجئ للزوجة عن الأنظار لعدة أيام، ما جعل جيرانها بمنطقة “تازرين” بنواحي بمدينة تازة يتساءلون عن أسباب اختفائها المفاجئ، خاصة في ظل موجة البرد التي تخيم على المنطقة المعروفة بتساقطاتها الثلجية، بيد أن بعض الأهالي وعقب تحرياتهم البسيطة، سمعوا بكاءً متواصلا للرضيع، ما دفعهم إلى الشك في احتمال أن تكون أمه الشابة قد لقي حتفها بسبب البرد ومضاعفات الولادة في غياب الزوج، وتركت رضيعها وحيدا، الأمر الذي جعلهم يربطون الاتصال بعون سلطة في المنطقة لإخباره بالأمر.
وتدخل أفراد الدرك بتنسيق مع السلطات المحلية، حيث داهموا منزل الأسرة، ليتم العثور على الضحية، البالغة من العمر حوالي ثلاثين سنة، وهي في وضعية صحية ونفسية متردية، جعلتها لا تقوى على القيام بأي حركة من أجل إسعاف نفسها، وإخبار أقربائها بما حدث لها، وكذا إرضاع مولودها الذي عُثر عليه هو الآخر في حالة جد متدهورة، في حين اختفى الزوج عن الأنظار في ظروف غامضة.
وعقب إنجاز محضر المعاينة، والاستماع إلى بعض الشهود بعين المكان، جرى إسعاف السيدة المصابة، بنقلها في وضعية حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي ابن باجة بتازة، بينما تم وضع الرضيع تحت العناية المركزة بقسم الولادة. وفور علم السلطات الإقليمية بالأمر، تدخل عامل تازة على خط القضية، من خلال حرصه على متابعة حالة الأم ورضيعها، والتكفل باستشفائهما واقتناء حاجياتهما الأساسية من أغذية وأغطية. في الوقت الذي شنت فيه مصالح الدرك حملات بحث عن الزوج المتهم، أفضت إلى اعتقاله ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل تقديمه في حالة اعتقال أمام النيابة العامة.
هذا، وقد أظهرت التحقيقات الجارية في القضية أن سبب إقدام الزوجة على اقتراف هذه الجريمة، يعود إلى الخلافات التي كانت قائمة بينه وبين الزوجة، جعلته يفكر في الانتقام منها بتلك الطريقة البشعة.