بشرى عطوشي
حول موضوعي “السياسات العمومية لمواجهة الفقر والهشاشة، خصوصا في العالم القروي، والجهوية المتقدمة وإشكالات إدماج الشباب وتثمين قدرات القطاع الفلاحي”، يرى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن البرامج الاجتماعية من أهم الآليات الأساسية للحد من الفقر والهشاشة، مشيرا إلى أن التشغيل من بين هذه الآليات، قائلا “هو مدخل أساسي للحد من الفقر والهشاشة، وهو أفضل آلية لتوفير الدخل والعيش الكريم”.
جاء هذا الجواب خلال مثوله أمام مجلس المستشارين يوم الثلاثاء 15 يناير 2019، في جلسته الشهرية، حيث أكد أن العالم القروي هو أكبر مشغل في المغرب، موضحا أن نسبة المناصب المالية في العالم القروي تبلغ 40 في المائة، “رغم تعايشها مع الهشاشة والفقر”، كاشفا عن إحداث 900 مقاولة ضمن الاقتصاد التضامني.
أجوبة اعتاد المواطن على سماعها منذ حوالي ثمان سنوات تقريبا، أي منذ ولاية حكومة عبد الإلاه بنكيران، وإلى حدود الساعة في عهد حكومة العثماني.. فهذه الحكومة على غرار سابقتها، تمرست بدورها على سياسة التسويف ولغة الخشب، ووضع البرامج والخطط والشعارات الرنانة، هو سبيلها الوحيد لتغطية عجز الحكومة أمام الفقر والهشاشة، خصوصا في العالم القروي..
فبلغة الأرقام لا بد من تذكير رئيس الحكومة بأن العالم القروي في المغرب يشكل 90 في المائة من المساحة الإجمالية ويمثل 40 في المائة من ساكنة البلاد، كما يضم 85 في المائة جماعة، ويغطي العالم القروي 65 في المائة من حاجيات الحبوب، و96 في المائة من حاجيات الحليب، كما أن 98 في المائة من حاجيات اللحوم الحمراء، و100 في المائة من حاجيات الدواجن، و48 في المائة من حاجيات السكر، و9 في المائة من حاجيات الزيت تأتي من العالم القروي، وإذا عددنا محاسن العالم القروي ومنافعه فهي كثيرة، إلا أنه لا يحظى بالاهتمام من قبل الحكومة، ولا يعرف تنمية حقيقية.
ولا بد من الإشارة أيضا، إلى أن برامج ومشاريع التنمية القروية، التي يتحدث عنها رئيس الحكومة، تظل دون مستوى تطلعات وحاجيات الساكنة، وذلك يتجلى على وجه الخصوص في استمرار تسجيل ضعف البنيات التحتية، وانتشار المناطق المعزولة، وضعف الولوج إلى الخدمات الأساسية، وضعف البنيات التحتية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.
وعلاقة بالقطاع الصحي وجب التذكير أيضا بأن شبكة مؤسسات العلاجات الأساسية تعاني من نقص، في التنسيق والتواصل مع القطاع الاستشفائي، ويعد القطاع الصحي في العالم القروي من أكبر القطاعات المتدهورة، وهو ما يتسبب في ارتفاع وفيات الأمهات بنسبة تصل إلى 75 في المائة، وكذا الأطفال دون سن الخامسة، وهم يعدون الفئات الأكثر فقرا، ومعرضون ثلاث مرات أكثر من الفئات الأخرى، للوفاة بسبب الإصابات القابلة للعلاج، أو بسبب أمراض الطفولة التي يمكن علاجها في غالب الأحيان بسهولة.
باختصار شديد ف 79.4 في المائة من فقراء المغرب يوجدون في العالم القروي، و64 في المائة من الفقراء في وضعية هشاشة.