أمينة شيخان المرأة الحديدية التي تتنفس نشاطا وحيوية، شعرا كما تتنفس تشكيلا، القادمة من مدينة أكادير، رئيسة جمعية الأيادي المبدعة السوسية،المؤكد لحضورها في المهرجان البيئي بمدينة ابن جرير.
أيقونة نسوية، باحث في حديث مع جريدة الملاحظ جورنال، باستكناهات المشاركة في مهرجان البيئة بمدينة بنجرير، الشخصية المبدعة التي تتقلب في دواخلها إبداعا يحرق ألوان الطيف باستيهامات تعبيرية تكاشف من خلالها واقع تجربة التشكيل المغربي، بخصوصيات تنهل مضامينها من سؤال الهوية، والمزاوجة تقنيا بين أصالة الموضوع، وحداثة الرؤيا، الفاعلة الجمعوية التي أعلنت عن تمرس في تنوع التجربة الجمعوية، وتمفصلاتها، وارتكاساتها ونجاحاتها، وامتداداتها وتقلصها، تجربة ميزتها بالفرادة على مستوى تمثل مجموعة متباينة من القيم والعطاءات ذات العناوين الإستثنائية التي جعلتها تنفلت من عقال النموذج، إلى فضاءات الرحابة بمفهومها الشمولي القائم على مبدإ التكامل بين مختلف الإهتمامات التي تشكل تدخل أمينة شيخان، التي ندرج نص الحوار الذي أجرته معها جريدة الملاحظ جورنال.
تمثلين في المهرجان جمعية الأيادي المبدعة السوسية، إلى ماذا تروم الجمعية بلوغه وتبليغه على مستوى الهدف؟
الجمعية، وهذا بداهي أن تكون لها مجموعة أهداف تسعى إلى تحقيقها، كما هي في مسطرة في قانونها الأساسي، في مقدمتها تلقين المرأة السوسية تقنيات الخياطة التقليدية،وفن الطرز،واستثمار مادة العقيق،والسيراميك،والصباغة على الزجاج.
كيف خلقت لديك فكرة الإهتمام بالنسيج الفني التقليدي المغربي؟
ج- لاحظت في البداية أني أمتلك ترسانة من الأفكا، فانخرطت في إحدى الجمعيات التي اندمجت فيها واضعة العمل بها كنبراس أهتدي به في الميدان الجمعوي، وانطلاقا من القولة المأثورة( اليد الواحدة لا تصفق)، ودرءا للعزلة في بداياتي الحياتية، تشكلت لدي قناعة بضرورة الإستقلال، فأسست جمعية لغاية تحقيق مجموعة من الأهداف التي كما أتى ذكر بعض منها في بداية الحديث، أهداف لها علاقة بكل ما هو تقليدي بمنطقة سوس، إذ ارتكزت إهتماماتي في أول الأمر على الأطفال المدمنين للمحذرات، ثم فتحت أمامي الأبواب لتحقيق أحلام الإنخراط في العمل الجمعوي.
ما هي مركزية الإشتغال على الفن التشكيلي ضمن تعدد وتنوع إهتماماتك؟
أخذ الفن التشكيلي مني كل الإهتمام منذ نشأتي الأولى، فاعتمدته أول الأمر هواية أحتمي بها من شتى إكراهات العيش والحياة، لأغير لاحقا منهجيتي في الحياة، وأقبل على التعايش مع كل المعوقات بالصبر والإرادة.
لاشك أن تجربتك الطويلة في ممارسة فن التشكيل راكمت لديك رزنامة من الإبداعات، هل من حديث حول هذه الرزنامة؟
بحوزتي بفضل الله وعنايته عدة لوحات هيأت لي فرصة التواجد في بعض المعارض المغربية وخصوصا في مراكش وابن جري، كما أنه للوحاتي حضور في بعض المعارض الدولية.
هل تترسم لوحاتك إتجاها فنيا معينا؟
لا يمكن الجزم في كوني أنتمي إلى مدرسة معينة، ذلك أني تشربت وتشربني الإبداع إعتمادا على التلقائية والعفوية، واستحضار تيمة موضوعات لوحاتي من تفاعل مع تلك التيمات التي تسكن أبدا ريشتي.
ماذا عن تداول اللوحات؟
السوق متوسطة، وتصريف الأعمال الإبداعية يتم وفق العرض داخل المعارض، وبعض القاعات على نذرتها.
تعاني المؤسسات الإبداعية من إشكالية الخلف، فكيف تحاولين صياغة تصورات بمقدورها إستنباث الخلف داخل ميدان التشكيل؟
تماشيا مع قناعتي بضرورة إستمرارية الفن بالمنطقة، فإني أشجع الفتيان والفتيات لولوج عالم التشكيل عن طريق إكتساب المهارات، والدفع بهم إلى التماهي مع فن التشكيل، علاوة على سهري الدؤوب من أجل تكوين الأطفال وتمكينهم من اكتساب آليات لمواجهة حاجيات المستقبل.
تؤرق مشكلة الدعم أغلب المبدعين، فما هو تصورك لمسألة الدعم؟
شخصيا، لا أسعى إلى الدعم، ولا أبحث عنه، ولتعويض ذلك أعتمد على إمكانياتي الذاتية ما يكلفني الشيء الكثير، فأنا في هذا المضمار عصامية حتى النخاع.
حضرت مهرجان البيئة ببنجرير، ما هي الإضافة التي ميزتك ضمن فعاليات الحضور؟
تركز دوري في المهرجان على إقامة عرض للأزياء التقليدية التي أشرفت على تصميمها، وباختصار فقد كانت عنوانا للتميز في أجندة المهرجان، حيث قدمت عرضا للأزياء التقليدية السوسية ما وسم العرض بالتألق من خلال استحسان الحضور، والمثير أن العارضات ينتمين إلى الجمعيات المدعوة لحضور المهرجان.
تقييمك للمهرجان؟
تجاوز المهرجان المستوى المطلوب بحضور فاعلين في المجتمع المدني مع محورية تناول إشكالات البيئة التي أطرها مجموعة من المثقفين والمهتمين إضافة إلى مشاركة الأطفال والعناية بذوي الحاجة.