شاب طبيعي، متعلم، ملتزم بأخلاقيات الجوار، ودود، قد انهار عليه المنزل صائما، فاحتسبه الحي لله.
كانت إحدى الشهادات التي استقتها الجريدة من عين المكان بحي بوسكري بالمدينة القديمة، حيث انهارت صباح اليوم الثالث من يونيو 2015، إحدى الدور التي تداخلت في حدوث مأساة الإنهيار عوامل بنيوية وإجرائية، كما أكدت على ذلك التصريحات التي ألقت بجزء من المسؤولية على عدم الإستجابة من خلال إنجاز معاينة لوضعية الدار عقب الإشعارات التي تقدم بها أصحابها إلى السلطات، مدا للمساعدة الإجتماعية التي وضعت إمكانة استفادة الدور الآيلة للسقوط، ويعاني أصحابها العوز، والفقر والهشاشة، من المعاينة التقنية والمالية.
وأبرزت التصريحات، أن حدث الإنهيار، الذي قضى فيه شاب في العقد الثاني من العمر، العازب، المدعو قيد حياته “عبد العاطي السرحاني”، جاء كما يستفاد من تدخل ” ا – م ” صديق مقرب من الضحية، بعد الشكايات المتتابعة التي تقدم بها أصحاب الدار إلى المقاطعة، دون توصل أهله برد حولها، إلى حين وقوع الإنهيار، مبديا اعتقاده بأن وضعية البيت كانت ترشحه إلى الإستفادة من المساعدة المالية المرصودة لتغطية الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة، وخصصت بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإنقاذ النسيج المعماري بالمدن القديمة بالمملكة، والحفاظ على أرواح المواطنين، وضمان كرامة المسكن، وهي التوجيهات التي على أساس منها يتوجه المواطن إلى السلطات، والتي تجعل المواطن لا يطلب شيئا ليس من حقه.
وحملت ذات التصريحات، أجزاء من مسؤولية وقوع الإنهيار بالدور الآيلة للسقوط، إلى أعوان السلطة الذين يقومون بإرشاد اللجان العاملة على تصنيف الدور الآيلة للسقوط، إلى الدور التي لا توجد في حالة استعجال من تقويم بنايتها، أو تعاني من أخطار السقوط بالكيفية التي كانت توجد عليها وضعية الدار المنكوبة قبل انهيارها، ويكشف على أن بعض محاضر المعاينة التي أنجزت حول الدور الآيلة للسقوط بالحي، يقول المتحدث، لا علاقة لها بالمشهود في الواقع، بدليل أن منازل الدرب الذي شهد واقعة انهيار الدار، كما التقطته عدسة الجريدة، تعاني أبنيتها من تصدعات كبيرة، وتبدد باد ومتراء وانشرامات معلنة وجاحظة، يرفع من درجة ومستوى خطورتها، وجودها المقام تحت ضغط ثقل وحجم الصور الذي تقع إلى محاذاته، كما كانت هي وضعية الدار المنهارة، وهو الوجود الذي يسرع من عملية السقوط، خصوصا إذا ما اعتبرنا تاريخ الإنشاء لهذه الدور والمواد المستعملة في هذا الإنشاء، فمن الطبيعي جدا أن تكون مصنفة ضمن البنايات الهشة، إذا ما روعي أن هذه الدور معمرة، وبالنظر إلى قدمها، والتي في حالة وضعيتها بدول أخرى، وحتى بموجب السياسة الإجتماعية للمغرب، أصبح تحرم الحياة بها، فأن يكون الإنسان نائما يقول ذات المتحدث، ويقع عليه سقف، بل سقفان، بعد أن وقع سقف الطابق العلوي على سقف الطابق الأوسط، اللذين سقطا على سقف الغرفة التي كان نائما بها، فتلك هي المأساة، وتلك هي تبعة غياب المراقبة والتتبع في تنفيذ توجه إنقاذ المدينة القديمة بمراكش الذي تنبئ بواقع هشاشته نفسه، الإنهيارات المتكررة، الأخيرة التي شهدتها على الأقل معظم أحياء هذه المدينة خلال هذه السنة.