أخر الأخبار

“فن”…ورداءة…ونخاسة جنسية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

حالما يتنكر الفرد إلى ما يشده إلى القيم الأسرية، يقع حتما ضحية الجحود الذي ارتضاه شريعة وديدنا لولوج مشروع الحداثة من أبوابها القاتمة،المشرعة على كل الاحتمالات،أقلها فقدان الإحساس بالانتماء إلى الوطن،بفعل تأثير انخراطه في دوامة ثقافة وافدة تستأصله من جذوره وتطوح به إلى عالم يستكثر عليه التماهي مع كل ماهو أصيل في ثقافته،وفي مايربطه تاريخيا، ووجدانيا،وعرقيا بالأمة التي ينتمي إليها.
مشكلة فئة من جيل ما بعد الإستقلال أنه أنهار أمام مختلف الثقافات الوافدة،التي استطاعت تغيير وتقعير نظرته إلى الواقع،فأستسلم لإرهاصاتها وتوجهاتها، بعد أن اوهمه ذووها أن الخلاص من التخلف لا يتحقق إلا بإرتداء عباءة التغريب،وبالتالي التخلص من الروابط الفكرية التي تسم جذوره،وتميز هويته.
وتتعاظم المأساة في ظل تلاقح ثقافي بين اللغة الأم،واللغة المتسللة،والمتلصصة،والذي شرع لجزء غير يسير لتكريس ثقافة مغربية حديثة قصد إتمام مسلسل الهيمنة الفكرية الوافدة بالكاد.
ويظل المستوى الإقتصادي من العوامل الدافعة الى الإندماج في المجتمعات البرانية،وتمثل ثقافتها،واستجداء ملامح مشاهد مجتمعاتها عن طريق تصدير اليد العاملة المغربية،ما انعكس سلبا على البنية الأسروية للمجتمع المغربي الذي رضع أبناؤه من ضرع الثقافة الغيرية الأحادية البعد،والطاعنة في إزدراء وتحقيرالثقافات والتقاليد الوطنية المستهدفة.
وقد تولد عن غربة الذات وغربة الروح في المجتمعات الجاذبة عقل مغربي جديد لا هو بالأوروبي الصرف ولا هو بالمغربي البحث،أن هو ألا قعقعة في طبول جوفاء.
وقد وجدت هذه الثقافة الوافدة بحمولتها الاجتماعية القائمة على إبتخاس تجليات القوة لدى المجتمع المغربي في بعض أشباه المثقفين الذين فرختهم الجامعات الأوروبية نماذج إجترارية ساهمت في محاولة تمثلات الفكر الغربي إجتماعيا،وإقتصاديا دون إدراك العوامل الخصوصية التي تشكل لحمة بنية المجتمع المغربي،حيث يستحيل التطابق بينها وبين أخرى ذات خصوصيات تقوم على مبدإ المخالفة.
وقد ابتلي المغرب ببعض ممارسي العهارة الفنية:غناءا وسينمائيا المحسوبين على سدنة الجنس وعبدة الجسد الأنثوي،والمستجدين للفظ السوقي،الذي تفتقت(عبقريتهم) بإدعاء تجسيد الواقع الجنسي ببلادنا، وبدا قاموسهم يفتقر إلى تيمات ضاربة جذورها في الواقعية الحقة،فلم يستبطنوا من دواخلهم العاجزة والمكبوتة غير مظاهر الشبقية،وخطابات “البيدوفيليا “،التي برهنت لما لايحتاج إلى دليل على مرض سلوكهم العدواني على جسد المرأة المغربية الطاهر،فتبدوا يمتهنون حرفة النخاسة في سوق الدعارة مكتشفين عن أقنعتهم التي تفوح خزيا،وعارا،وخيانة تجاه الوطن ونصفه المنتج.
وتمثلا لقولة(كل إناء بالذي فيه يرشح)يبدو (فليم الزين لي فيك) في صورته الإباحية المستبيحة لذبح الأخلاق،وجلد الضمير،وقتل عذرية المرأة المغربية نموذجا لفوار جنسي أعمى إستولى على فكر صاحب الفيلم فغدا لايرى الحياة والإشياء من حوله في عفتها وطهرها إلا من خلال ثغرات الجسد وإبداعات تكوينه التي تلصص على تصويره،وإبداء تموجاته التي توسل بها إلى التغزل الحشري الحيواني بتصوير الإشرافات والمحظورات يطل من خلالها وبها على عالمه الموبوء القذر الذي هو إنتاج تربية أسرية مرفوضة والتي تنم عن عجز فكري لم يستطع إستنطاق رمزية المرأة في سموها،وطهرها،ودورها الاجتماعي،بل منتهى “تضبعه”أن يقدم الجسد في طبق شهواني يثير الغرائز الحيوانية في الإنسان،قبل أن يحاور الطبيعة الأنثوية الفكرية والأخلاقية.
فمن يدعي الواقعية بإستنساخ هذه التراهات الفنية،فهو ضال،ومضل،وحسابه مع المجتمع عسير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *