اهتزت مدينة تاونات، على وقع حالتي انتحار منفصلتين وقعتا في ظرف أقل من 24 ساعة، ذهب ضحيتها شابتان، إحدهما حديثة الزواج، ما خلف شعورا بالصدمة والهلع في نفوس الأهالي بخصوص تنامي هذه الظاهرة في صفوف فتيات المنطقة.
وبحسب مصادر محلية، فإن حالة الانتحار الأولى ذهبت ضحيتها شابة (24 سنة)، تم العثور عليها وهي معلقة بجوار مسكن أسرتها بحي الدشيار. وبعد ساعات قليلة، أقدمت شابة متزوجة في بداية العشرينات من عمرها تقيم بحي تاونات القديم، وتحديدا بزنقة موسى بن نصير، على وضع حد لحياتها شنقا، بعد أن قامت بتثبيت حبل بمحاذاة غرفة نومها.
وقد هرعت مصالح الأمن والوقاية المدنية إلى موقع الحادثين، وعمدت إلى نقل جثتي الضحيتين إلى مستودع الأموات بالمستشفى الغساني بفاس، قصد إخضاعهما للتشريح الطبي، للوقوف على ملابسات الحادثين.
وفيما فُتح تحقيق من قبل الضابطة القضائية لمعرفة أسباب الحادثتين تحت إشراف النيابة العامة، ذكرت بعض مصادر مقربة أنه من بين هذه الأسباب ما يرتبط بمشاكل نفسية مزمنة كان تعيشها الضحيتان، قبل أن تقررا وضع حد لحياتهما بتلك الطريقة.
وخيمت أجواء من الأسى على معارف الضحيتين، فيما أثارت حالتا الانتحار المتزامنتان علامات استفهام كبيرة لدى الرأي العام المحلي، بشأن تداعيات تصاعد حدة هذه الظاهرة، بحيث لقي ما لا يقل عن ست فتيات حتفهن انتحارا بمناطق متفرقة بتاونات منذ حوالي سنة واحدة، ما جعل الأهالي يتساءلون عن الدواعي الحقيقية لانتحار الفتيات بالإقليم بهذا الشكل المريب، كما تجدر الإشارة إلى إقدام شاب في حدود العشرين من عمره على الانتحار قبل أيام قليلة بمنطقة “سيدي المخفي” بضواحي المدينة.