مصطفى بيتاس*
مغاربة اخوان لنا عالقون بالخارج منذ حوالي الشهرين، منهم الام التي تركت رضيعها، و المريض الذي يحتاج الى من يعتني به، والشيخ والعجوز … توقعت ان تحمل كلمتك المكتوبة بنفس عاطفي فرجا لهولاء الذين طال انتظارهم، لكن يبدو ان معاناتهم ستطول وأنهم لن يفرحوا بالعيد رفقة اسرهم حتى وان كان عيدا بطعم الحجر الصحي.
السيد رئيس الحكومة المحترم دول كثيرة لا تقل عن بلادنا لا مكانة ولا شأنًا اعادت مواطنيها الى حضن الوطن.
اعلم ان الإمكانيات لا تعوز بلدنا فالطائرات متوقفة و مركونة في المطارات و الاطر الإدارية والطبية والنفسية القادرة على إنجاح هذه العملية متعبئة وموجودة.
حتى ارباب الفنادق والمنتجعات السياحية، لا اعتقد انهم سيرفضون استقبال المغاربة العالقين بالخارج لايام بوحداتهم الفندقية ان تقرر إخضاعهم للحجز الصحي.
هل تعلم السيد رئيس الحكومة المحترم الفرق بين المسؤول السياسي والمسؤول والإداري، الثاني يقرر إداريا وتقنيا لانه مسؤول مسؤولية ادارية، اما الأول فيستشير الثاني لكن ليقرر بروح السياسي المتتبع لنبض المجتمع، وبمنطق رجل الدولة الذي يصنع الحلول والقرارات التي لا يمكن ان تخضع لقالب الحدود التي يحيط بها المسؤول الإداري نفسه، لانه مسؤول سياسيًا وتلك مسؤولية اهم واشمل.
ان وضعية المغاربة العالقين بالخارج تقتضي منكم التحرر من هذا المنطق، وتوسيع الاستشارات الإدارية والتقنية قصد التعجيل باقرار عودة المواطنين المغاربة عاجلا غير اجل.
جميل ان يكتب التاريخ ذات يوم اننا انتصرنا على هذه الجائحة بوعينا الجماعي وتعبئتنا الوطنية، لكن الأجمل ان يذكر التاريخ أيضًا اننا لم نتنكر لمواطنينا في عواصم ومدن بلدان اجنبية.
ملاحظة لا علاقة لها بما سبق:
فيدرالية اليسار تعكس فكرًا سياسيًا وتوجهًا ايديولوجيا مهمًا، تحتاج لنطاق زمني أكبر بمجلس النواب للتعبير عن هذا التوجه، التمثيل النسبي الذي على اساسه يتم توزيع الوقت لا يمكن ان يلغي توجهًا سياسيًا مهمًا تحتاجه الحياة السياسية الوطني.
*عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للاحرار