أفادت صحيفة ” World Tribune” الأمريكية أن موسكو والرباط تعتزمان توقيع اتفاقية لبيع المغرب غواصة ” أمور ـ 1650″ الروسية الحديثة من الجيل الرابع. وتدخل هذه الغواصة التي تعمل على الديزل والكهرباء ضمن مشروع ” 677 إي”، ومن المتوقع أن يتم ذلك خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس المرتقبة إلى موسكو قبل نهاية العالم الجاري.
وكان فيكتور كوماردين نائب رئيس شركة ” روس أوبورون إكسبورت” قد أعلن في يوليو/ تموز من عام 2013 أن موسكو ” تنشط في الترويج لغواصة ” أمور 1650″ غير النووية في الأسواق العالمية، وتعتزم عرضها على المغرب”.
و من بين أسباب سعي المغرب لتطوير أسطوله الحربي يبرز سباق التسلح مع الجزائر التي تمتلك غواصتي” فرشافيانكا” من مشروع 636 ، وغواصتي” بالتوس” من مشروع 877. ومن المزمع أن تحصل أيضاً على غواصتي” فارشافيانكا” أخريين قبل نهاية عام 2017، وبالتالي فإن المغرب بحاجة إلى مجموعة مشابهة من الغواصات للنجاح في منافسته مع الجزائر.
وقيّمت وسائل الإعلام الإيطالية عالياً نوعية غواصة ” أمور” الروسية.
حيث ذكرت أن ” إنتاج هذه الغواصات بدأ في روسيا في عام 2012 باستخدام تقنيات معقدة قادرة على البقاء تحت سطح الماء مدة 25 يوماً، أي أكثر من الغواصات الفرنسية Scorpene وغواصات S80 الإسبانية و Klaas-S80 214 الألمانية. كما أن هذه الغواصة قادرة على إصابة الأهداف البحرية والأرضية على حد سواء.
بالمقارنة مع الغواصات غير النووية الأخرى، فإن ” أمور ـ 1650″ تتميز بهدوئها وبوجود المعدات التي تتيح اكتشاف أضعف الأصوات التي تصدرها السفن الأخرى.
وفي هذا المجال، فإن ” أمور” تمتلك أيضاً أفضلية كبيرة أمام الأسلحة الأخرى الموجودة لدى الجزائر التي تُعدّ المنافس الرئيس للمغرب في المنطقة، ومن بينها غواصات ” فارشافيانكا” و” بالوتس”.
كما أن تعزيز التعاون ما بين الرباط وموسكو في المجال العسكري قد يزيد من فتور العلاقات الروسية ـ الجزائرية التي تدهورت جرّاء سوء الفهم بخصوص الاستراتيجية المتعلقة بمسألة الطاقة في الاتجاه الأوروبي.
و هناك أيضاً جانب لا يقل أهمية في الصفقة الروسية ـ المغربية المحتملة، وهو التدهور الحاد في العلاقات الجزائرية ـ السعودية جرّاء رفض الجزائر دعم السعودية في عمليتها في اليمن، حيث اتهمت الرياض الجزائر علناً بدعم الإرهاب الدولي.
والآن حصلت الرياض على فرصة الانتقام من الجزائر عن طريق روسيا، وفي هذه الحالة، إذا تم توقيع عقد شراء غواصة ” أمور”، فإن هناك احتمالاً كبيراً بأن يدفع الجانب السعودي بالتحديد قيمة هذه الصفقة كما جرى في السابق.
غير أن مدة تنفيذ العقد في حالة توقيعه يمكن أن تطول، نظراً لأنه سبق أن اهتمت كل من الصين والهند وفنزويلا بشراء مثل هذه الغواصة.
و سبق للصين أن وقعت اتفاقاً مع روسيا لشراء غواصتي ” أمور” والبناء المشترك لاثنتين أخريين.