تمكنت السلطات المغربية والإسبانية، مساء السبت 5 يوليوز الجاري ، من احباط محاولة اقتحام جماعي نفذها 200 مهاجر أفريقي غير شرعي، على مدينة مليلية المحتلة.
وقال مصدر أمني مغربي إن “نحو 200 مهاجر غير نظامي، منحدرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، حاولوا ليلة السبت – الأحد، الهجوم بشكل جماعي على السياج الحديدي الشائك الفاصل بين الناظور ومليلية المحتلة، في المنطقة الحدودية المعروفة بـ”باريو تشينو” (الحي الصيني)”.
مضبفا أنه “لم يتمكن أي من هؤلاء المهاجرين الأفارقة من التسلل إلى مليلية عكس ما كان يحدث في المحاولات السابقة”.
وقال إنه “بعدما رصدت قوات الأمن المغربية المهاجرين متوجهين نحو الأسلاك الشائكة، المحيطة بمليلية المحتلة ، اتخذت القوات المغربية والإسبانية مباشرة الإجراءات الأمنية اللازمة، وهو ما أفشل عملية التسلل”.
موضحاأن هؤلاء المهاجرين نزلوا من جبل “كوروكو” المطل على مدينة مليلية والذي يتخذون منه قاعدة خلفية لتنفيذ هجومهم الجماعي على المدينة”.
وقال إن “تدخل السلطات الأمنية المغربية المكلفة بحراسة السياج الحديدي لمليلية أسفر عن إيقاف نحو 190 مهاجرًا أفريقيا ممن حاولوا اجتياز السياج”، لافتًا إلى أنه “تم نقل المصابين منهم إلى المستشفى الإقليمي بالناظور، لتلقي العلاجات الضرورية”، فيما لم يوضح مصير بقية المهاجرين.
من جهته، قال مسؤول بالمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور إن “المستشفى استقبل أكثر من 12 مهاجرا إفريقيا لتلقي العلاج”، مشيرا إلى أن إصابتهم “خفيفة”.
وحول الإجراءات المتخذة من طرف السلطات المغربية في حق المهاجرين الأفارقة الموقوفين، قالت مصادر أمنية إنه “سيتم تحرير محاضر قضائية بحقهم قبل إحالتهم إلى النيابة العامة”.
مشيرة أن “النيابة العامة تعمد في غالب الأحيان إلى إطلاق سراح المهاجرين الأفارقة المحالين عليها في قضايا محاولات اقتحام السياج الحديدي لمدينة مليلية، في حين تقوم المصالح الأمنية بإبعاد هؤلاء المهاجرين إلى مناطق مغربية مثل الرباط أو الدار البيضاء لتفادي تنفيذهم لاقتحامات جديدة”.
وكانت السلطات الإسبانية، قررت في وقت سابق، منع الحرس المدني من استعمال الرصاص المطاطي في تصديه لمحاولات المهاجرين الأفارقة الدخول إلى مدينتي سبتة ومليلية، على خلفية مقتل 15 مهاجراً غير شرعي في 13 يناير/ كانون الثاني الماضي أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الإسبانية عبر سبتة ومليلية، وهو ما أثار جدلا واسعا بإسبانيا.
كما قررت الحكومة الإسبانية، أخيرا، تخصيص أكثر من 2.1 مليون يورو لتعزيز السياج الحديدي في مدينتي سبتة ومليلية، الواقعتين شمال المغرب، والخاضعتين لسيادة الدولة الاسبانية.
وتتكرر بشكل دائم محاولات اقتحام المهاجرين الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء والمتواجدين بطريقة غير شرعية فوق الأراضي المغربية، للسياج الحديدي المحيط بمدينة مليلية، وهي العمليات التي تتصدى لها قوات الأمن المغربية والإسبانية المرابطة على السياج الحديدي.
وقد كانت آخر محاولة للمهاجرين الدخول إلى “مليلية”، في الأول من يوليو/تموز الجاري من حين أحبطت السلطات الإسبانية، والمغربية محاولة تسلل 100 مهاجر غير شرعي من دول أفريقيا.
ويعتمد المهاجرون الأفارقة، في عمليات الهجوم الجماعية لعبور السياج الحديدي الشائك المحيط بمليلية، على السلالم الخشبية التي يصنعونها من أشجار غابة “كوركو”.
وللحد من الهجرة غير الشرعية، قامت السلطات الإسبانية، منذ منتصف عام 1998، بأعمال تسييج للمنطقة الفاصلة بين مليلية والناظور بحاجز ثلاثي على ارتفاع 7 أمتار، وعلى امتداد طوله 11 كلم محيطا بمليلية التي تصل مساحتها 12 كلم مربعا، بالإضافة إلى تثبيت الأسلاك الشائكة على الجزء العلوي من السياج المجهز بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية.
وترفض المملكة المغربية الاعتراف بشرعية الحكم الإسباني على مدينتي سبتة ومليلية، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من التراب المغربي، وتطالب الرباط مدريد بالدخول في مفاوضات مباشرة معها على أمل استرجاع المدينتين.