فيما هاجم ملثمون 30 جنديا جزائريا عند الحدود مع مالي وخلفوا منهم 13 قتيلا و14 جريحا، لم يسمع للقيادة العسكرية في الجارة الشرقية ولا رئاسة البلاد صوت ولا شجب بعدما قرروا لملمة الجراح وتحذير باقي الفرق العسكرية حتى لا يلاقوا نفس المصير.
وكشفت وثيقة مسربة عن ما يعرف بـ”وزارة الدفاع الوطني” في الجزائر أن ملثمين نصبوا كمينا لفرقة عسكرية ضمن الجيش الجزائري مما أسفر عن مقتل 13 جندي وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة فيما أصيب 10 آخرين بجروح طفيفة.
ويتعلق الأمر وفق الوثيقة بفرقة عسكرية مكونة من 30 جنديا كان يقودهم الملازم “ر.م” والتي تعرضت لهجوم على الساعة الثانية والنصف من صباح الأحد 24 أكتوبر 2021، على مستوى القطاع العملياتي الجنوب الشرقي قرب الحدود مع مالي.
وتظهر الوثيقة المصنفة ضمن “سري” والصادرة في 25 أكتوبر 2021، والموقعة من قائد الناحية العسكرية السادة، أن الفرقة العسكرية التي أخذ جنودها على حين غرة، تابعة إلى قطاع “تامنراست”، وان الهرب من نفع قائدها للإفلات من الموت رفقة جنود آخرين.
وتكشف الوثيقة المسربة أن الجيش الجزائري يُقتَّل من قبل ملثمين بينما اختارت قيادة “القوة الضاربة” التكتم عن الكمين الذي وصفته بـ”الغادر” والذي نجا منه قائد الفرقة العسكرية وآخرين بعد فرارهم نحو أقرب نقطة مراقبة في المنطقة السادسة.
وإذ انتفخت أوداج الـ”كابرانات” ووعدت الرئاسة الجزائرية بالعقاب بعد “مقتل” ثلاثة جزائريين كانوا على متن شاحنتين هزهما لغم أرضي فوق الأراضي المغربية، فإنهم احتموا بالصبر بعدما نكل ملثمون بجنود “القوة الضاربة” فوق أراضيها، بما يكشف أن اتهام المغرب جاء للتغطية عن مثل هكذا حوادث.
وفي مقابل، الحرب الإعلامية التي شنتها قيادة الجزائر على المغرب في حادث الشاحنتين اللتان تجاوزتا حدود المملكة ليهلكا راكبوهما، اكتفت قيادة الجيش الجزائري بطلب اتخاذ الحيطة والحذر من الفرق العسكرية خاصة عند الاقتراب من الحدود مع مالي، بعدما توفي 13 جنديا من صفوف الجيش.
يشار إلى أن الكمين الذي أودى بالجنود الجزائريين نفذ أياما قليلة قبل انفجار لغم تحت شاحنتين جزائريتين كانتا تنقلان معدات لمرتزقة “بوليساريو” غير أن رئاسة الجزائر ملأت الدنيا زعيقا للتغطية على خيبات الداخل وتهلهل الفرق العسكرية التابعة لـ”القوة الضاربة”.
واستغلت رئاسة الجزائر حادث الشاحنتين فوق الأراضي المغربية لتمويه الرأي العام الجزائري عن القلاقل القائمة في الحدود مع مالي والتي تأتي على أبناء الشعب من الجنود بينما القادة يتبجحون بإطلاق أغلظ الأوصاف على الجيش وهم فوق مقاعدهم الوثيرة ينعمون بمقدرات البلاد.