*عبد الله العلوي
يواجه العديد من الأطفال والشباب في الهند خاصة المسلم منهم صعوبات في التعلم ، أغلبها سببها ماليا وأحيانا عائليا يتعلق باحتياج العائلة للطفل في الفلاحة أو مساعدة العائلة في الحقل أو المتجر، مما يؤدي إلى أن البعض قد لا ينخرط في المدرسة أصلا، كما أن العديد من الذين يلجون التعليم قد يتوقفون في مرحلة مبكرة، مما قد ينعكس على ما تعلموه قبل ويتحولون أُميين… وقد وصلت نسبة الذين لا يصلون إلى نيل الشهادة الثانوية –الباكلوريا–30% من المتمدرسين. فضلا عن الذين ينسحبون قبل هذه المرحلة.
وتعاني الطائفة الإسلامية في الهند التي تعد 20% من مواطني الهند أكثر من الهدر المدرسي من باقي الطوائف، وهذا الأمر مركز اهتمام عويس عمبر الذي أسس صندوق روزمين للتعليم الخيري لكي يستفيد الجميع من الصندوق بغض النظر عن عقيدته، والهند المعروفة والمشهور رجالاتها بهموم التعليم تتميز تاريخيا بمبادرات فردية رائعة كان لها أثرا بليغا وعاما على جموع الطلاب من الهند والخارج أيضا، أهمها مبادرة “رابندرانات طاغور 1861-1941” الفائز بجائزة نوبل للآداب في 1913 والذي أسس جامعة: “سنتيكيان” في ضواحي كلكوتا بشرق الهند، والتي لا زالت تمارس عملها حتى اليوم، وقد تخرج منها الآلاف من الهنود والأجانب كذلك، وتمتاز بالتوفر على نظام غذائي وإقامة للطلاب وببساطة العيش والتعليم وتدرس: الآداب، والرياضيات، والتاريخ، والجغرافيا، والموسيقى، والعلوم، من هذا المنطلق أسس عويس عمبر وهو من مواليد ولاية بيهار: صندوق روزمين التعليمي والخيري.
يلاحظ عويس عمبر أن البعض ينتظر من الحكومات أن تفعل كل شيء، وهو أمر غير ممكن، خصوصا في الهند ذات النظام الفدرالي، حيث كل ولاية من 28 ولاية مسئولة عن التعليم والنظام الصحي، لذلك فهو يؤكد على وجوب المساعدة من الأفراد والجمعيات والتضامن لمواجهة هذه الحاجيات سواء في ميدان التعليم أو غيره.
ويعتبر”عويس عمبر” الرئيس الهندي الراحل أبو بكر عبد الكلام نموذجا له باعتباره من عائلة صيادين من ولاية التاميل جنوب الهند الذي كافح حتى كان كبير العلماء في الهند في ميدان الصواريخ والنووي، ورئيسا للهند.
كانت سنة 2012 هي بداية تأسيس صندوق روزمين الذي يتكلف بمصاريف الطلاب المعوزين أو المحتاجين إلى دعم.
ويؤكد “عويس عمبر” أن السيد سيد سيرخان الذي أسس جامعة “عليكره” قرب دلهي كان قدوة في هذا الميدان، والذي حاول ونادى بتعليم المسلمين علوم العصر والتقنيات، وهذه المؤسسة الخاصة أي صندوق روزمين لا تقوم فقط بالمساعدة في التعليم بل تَحُث الطلبة على نبذ مشكل الصداق الذي يؤدي إلى فواجع. إذ المرأة في الهند تأسيسا على التقاليد مجبرة على أداء الصداق أو “الدوطة” للرجل، ويساعد الصندوق المتخرجين في الحصول على عمل مناسب لتكوينهم، ورغم عمر هذه المؤسسة القصير، إذ لم تؤسس إلا في عام 2012، فقد كان لها صيتا ونجاحا باهرا في مختلف أنحاء الهند، وكذلك خارج الهند.
وقد كُرم “عويس عمبر” من طرف الرئيس الراحل “أبوبكر عبد الكلام” في 2015، كما جرى تكريمه من طرف الرئيس النيبالي “فيدادوي يبنداري” في 2019، وتتوسع أنشطة صندوق روزمين ليس في الهند فقط بل وفي مملكة بوثان، الواقعة في جبال الهمالايا بين الصين والهند وفي النيبال وبنغلاديش.
*باحث