الاستراتيجية التي اعتمدها تطبيق تيك توك لتشكيل قاعدته من المتابعين، نجحت في أن يتصدر قائمة مواقع التواصل الاجتماعي من حيث تنزيل المضامين خلال سنة 2021. وأن تجعله منصة للشباب والمراهقين بامتياز.
ولا يخلو الصعود المتسارع لتطبيق تيك توك، والذي يرشحه لتجاوز باقي عمالقة التواصل الاجتماعي، من مخاطر على فئات الشباب والمراهقين، وخاصة الأطفال. مما يرشحه أن يكون أيضا المصدر الأول لقلق الآباء حول تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على أطفالهم، وعلى مستقبلهم الدراسي، والمهني، والاجتماعي. وهو ما دفع عددا من الدول، بما فيها دولة الصين التي نشأ فيها، إلى حظره.
وحسب الجزيرة نت، استنادا إلى “باك لينكو” (Backlinko)، فقد بلغ إجمالي عدد تنزيلات تيك توك 3 مليارات، مما يجعله التطبيق الأكثر تنزيلا في عام 2021.
ووفقا لـ”سوشيال ميديا توداي” (Social Media Today)، فمن المقرر أن يتجاوز “تيك توك” 1.5 مليار مستخدم نشط في عام 2022، متقدما بذلك على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات ويوتيوب.
ومع استمرار الأطفال في الضغط على زر التنزيل لا يزال الآباء يتساءلون عما إذا كان هذا التطبيق آمنا لهم، خاصة أن “تيك توك” عبارة عن منصة تشجيع للأداء، والعديد من مستخدميها متحمسون لعرض مواهبهم، وهذا يمكن أن يسهل مهمة المفترسين البشر باستخدام الإطراء كوسيلة للولوج إلى حياة الأطفال.
هل تيك توك آمن للأطفال؟
وفقا لموقع “كيد ماترز كونسيلينغ” (Kid Matters Counseling)، فإنه في السابق كانت جميع حسابات تيك توك تضبط افتراضيا على إعداد “عام” بغض النظر عن عمر المستخدم، مما يترك المجال مفتوحا أمام طفلك في ما يتعلق بالرسائل المباشرة والتفاعلات من الغرباء.
لكن مع التحديث الجديد لعام 2021 أصبحت حسابات تيك توك للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما تضبط افتراضيا على الوضع “خاص”.
ووفقا لـ”تيك توك”، فإنه “باستخدام الحساب الخاص يمكن فقط لمن يوافق عليه المستخدم كمتابع أن يشاهد مقاطع الفيديو الخاصة به”.
المحتوى الموحي
وفقا لموقع “بيرنتس” (Parents)، فإنه حتى إذا قمت بتعيين حسابك على الوضع الخاص فقد تظل عرضة لمحتوى جنسي أو عنيف يتم نشره في المجال العام “بدءا من الجنسية الصريحة إلى الأعمال المثيرة الخطيرة جسديا التي قد يرغب الأطفال في إعادة إنشائها، إلى التعليقات العنصرية والتمييزية بشكل صريح، هناك مجموعة واسعة من المحتوى المثير للقلق على المنصة”
وبسبب زيادة المحتوى غير المناسب والترويج له تم حظر تيك توك في العديد من البلدان، بما في ذلك الصين (بلد المنشأ) والهند وبنغلاديش وباكستان.
ما هو الحد العمري لمستخدمي “تيك توك”؟
الحد الأدنى لعمر مستخدم تيك توك هو 13 عاما، وفي حين أن هذا خبر جيد إلا أنه يجب ملاحظة أن التطبيق لا يستخدم أي أدوات للتحقق من العمر عند تسجيل مستخدمين جدد، وهذا يعني أنه إذا اشترك طفلك في حساب جديد دون علمك فسيكون بإمكانه الوصول إلى محتوى فاضح وغير لائق بدون قيود.
ما هي أدوات الرقابة الأبوية في تيك توك؟
الحد الأدنى لعمر مستخدم تيك توك هو 13 عاما، وفي حين أن هذا خبر جيد إلا أنه يجب ملاحظة أن التطبيق لا يستخدم أي أدوات للتحقق من العمر عند تسجيل مستخدمين جدد، وهذا يعني أنه إذا اشترك طفلك في حساب جديد دون علمك فسيكون بإمكانه الوصول إلى محتوى فاضح وغير لائق بدون قيود.
ما هي أدوات الرقابة الأبوية في تيك توك؟
باستخدام ميزة تسمى “الاقتران العائلي” (Family Pairing) يمكن للوالدين ربط حسابات أطفالهما بحسابيهما الخاصين، إذ يمكنهما التحكم في الرسائل المباشرة وتعيين حدود زمنية للشاشة وتشغيل أو إيقاف تشغيل المحتوى المقيد مباشرة من هاتفيهما، وسيتلقى الآباء أيضا إشعارا في حالة تغيير أي من الإعدادات أو إيقاف تشغيلها من هواتف أطفالهم.
يعد تشغيل إعداد “الرفاهية الرقمية” (Digital Wellbeing) كذلك إحدى أكثر الوظائف الرائعة في التطبيق، وبمجرد تشغيله سيضع هذا الإعداد حدودا زمنية لاستخدام التطبيق، مما يساعد في تعديل الوقت الذي يقضيه طفلك على هاتفه.
ويسمح هذا الإعداد أيضا بوضع قيود على حساب الطفل، مما يؤدي إلى حظر مقاطع الفيديو التي تم الإبلاغ عنها على أنها غير لائقة، ومع ذلك هناك نقطة مهمة يجب تذكرها، وهي أنه لا يتم وضع علامة على جميع المواد غير اللائقة بشكل صحيح
هل يؤثر تيك توك على الصحة العقلية لطفلي؟
في حين أن تيك توك رائع للتواصل الاجتماعي ويمكن أن يوفر منفذا إبداعيا لطفلك إلا أنه يمكن أن تكون له أيضا بعض الآثار الضارة كما هو الحال مع أي منصة وسائط اجتماعية، فنشر مقاطع الفيديو والصور بانتظام يترك طفلك عرضة لردود الفعل السلبية والتعليقات القاسية.
ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على احترام طفلك لذاته وصورة جسده وثقته، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق وحتى اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية والشره المرضي، فقد أعرب المستخدمون الشباب وأيضا المؤثرون على المنصة عن مخاوفهم بشأن التعليقات السلبية التي يتلقونها وكيف تؤثر على حياتهم اليومية.
ووفقا لنتائج عام 2022 من “سيكوريتي. أورغ” (Security.org)، فإنه من بين جميع الشبكات الاجتماعية فإن الأطفال على يوتيوب هم الأكثر عرضة للتحرش عبر الإنترنت بنسبة 79%، يليهم سناب شات بنسبة 69%، وتيك توك بنسبة 64%، وفيسبوك بنسبة 49%.
هل تيك توك يجمع بيانات المستخدمين الأطفال؟
كل تطبيقات الوسائط الاجتماعية تقوم بجمع بيانات مستخدميها، أما بالنسبة لتيك توك فهذا اقتباس مباشر من صفحته بشأن الخصوصية يقول فيه “نشارك بياناتك مع مزودي الخدمة الخارجيين الذين نعتمد عليهم للمساعدة في تزويدك بالمنصة، ويشمل هؤلاء مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات الآخرين، نشارك أيضا معلوماتك مع شركائنا في العمل والمعلنين والتحليلات وموفري محركات البحث”.
هناك شيء واحد لم يذكروه وهو أنه حتى في حالة عدم استخدام التطبيق فإنه يجمع المعلومات من ذاكرة هاتفك، وهذا يعني أنه إذا قمت أنت أو طفلك بنسخ ولصق معلومات حساسة مثل كلمات المرور أو المحادثات الخاصة فإن تيك توك يقوم بتدوين تلك المعلومات وتخزينها.
في عام 2020 فتحت الحكومة الأميركية مراجعة للأمن القومي لاستحواذ شركة صينية على تيك توك، وفقا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times)، وفرضت لجنة التجارة الفدرالية غرامة قدرها 5.7 ملايين دولار على التطبيق لانتهاكه قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت “سي أو بي بي إيه” (COPPA)
وتعد هذه هي أكبر عقوبة مدنية في قضية خصوصية الأطفال في التاريخ، ويلزم القانون الشركات بالحصول على موافقة الوالدين لجمع بيانات الأطفال دون سن 13 عاما، ولم يفعل تيك توك ذلك، لقد أخفق أيضا في إخطار أولياء الأمور بكيفية جمعه بيانات الأطفال أو السماح لهم بطلب حذف هذه البيانات.