مسودة القرار الذي ينتظر أن يتم التصويت عليها اليوم، تشير إلى دعم عمل المبعوث الأممي في المنطقة ستافان دي ميستورا، والتشبث بدعوة الجزائر للتعامل الإيجابي و الجدي مع العملية السياسية والتأكيد مجددا على الطابع الإقليمي للنزاع، بالتالي دور الجزائر فيه، إضافة إلى الدعوة للعودة للمباحثات السياسية انطلاقا من خلاصات جلسات اجتماعي “جنيف 1” و “جنيف 2”.
المشروع يتجه نحو التأكيد على تبني حل سياسي، متوافق بشأنه، عادل و مستدام يستند على المعايير السياسية لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، وتحديد الإطار المرجعي للحل السياسي، انطلاقا من قرارات مجلس الأمن الصادرة منذ سنة 2007،و هي السنة التي اقترح فيها المغرب مبادرة الحكم الذاتي.
النص المعروض اليوم على مجلس الأمن للتصويت، يحمل إدانة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية بسبب خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار شرق الجدار الرملي، ويدعو مليشياتها إلى التعاون الإيجابي مع بعثة “المينورسو” لتقوم بمهامها كاملة على مستوى حفظ الأمن في المنطقة، وعدم تقييد حريته و لسماح لها للقيام بولايته كاملة في المنطقة.
وعن توجهات الدول أعضاء مجلس الأمن في التصويت خلال جلسة اليوم، يقول نوفل البوعمري الباحث في ملف الصحراء، أن الدول التي ستدعم نص القرار هي لولايات المتحدة الأمريكية والصين وبريطانيا والإمارات والبرازيل وألبانيا والغابون وغانا والهند والنرويج وأيرلندا، مضيفا أن هناك دولا ستكون أمام امتحان التصويت، مثل فرنسا التي ستصوت بالإيجاب على القرار، لكن ستكون أمام امتحان أثناء تفسير تصويتها عليه، من حيث اللغة التي ستستعملها و الخطاب الذي ستفسر به تصويتها، وكينيا التي ستكون كذلك أمام امتحان حقيقي بعد مواقفها الأخيرة، كما أن نفس الاختبار ستمر منه المكسيك المعروفة بدعمها للبوليسارسو، لكن علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية قوية و لها مصالح كثيرة و كبيرة معها، و بالتالي “سنرى تأثير هذه العلاقة على توجهها بمجلس الأمن”.
وبخصوص روسيا، يرجح ذات المتحدث محافظتها على نفس موقفها الكلاسيكي الذي تصوت بموجبه بالامتناع، نتيجة التحفظ على صياغة المسودة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير التوقعات إلى أن القرار سيمر بشكل عادي اعتبارا لكون ملف الصحراء، يعتبر ثانويا أمام الاهتمام الكبير الذي تبديه الأمم المتحدة اتجاه الملف الروسي- الأوكراني الذي يسترعي اهتمام مجلس الأمن، و هو ما سيدفع بالنقاش حول مسودة القرار ليكون عاديا دون شد وجذب مثل الذي شهدته في بعض السنوات، كما أن الوضع الميداني و السياسي شبه مستقر باستثناء الجمود الذي يشهده الملف و هو جمود سيحمل توصيات واضحة و قوية لتجاوزه، مع التركيز على الحفاظ على الهدوء في المنطقة.
واستبقت جبهة “البوليساريو ” الانفصالية جلسة التصويت بإعلان رفضها لمشروع القرار الخاص بقضية الصحراء الذي قدمته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى أعضاء مجلس الأمن.
ورفضت البوليساريو الدعوات الدولية للانخراط في البحث عن حل سلمي للنزاع.
وعلى عكس ما كان عليه الحال العام الماضي، لاتزال الجزائر تلتزم الصمت، وتفضل عدم التواصل بشأن تطورات ملف الصحراء في أروقة الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة.