في الفيلم الرائع la main de dieu ، الذي يتناول شريط حياة أسطورة كرة القدم “دييغو مارادونا” ، من الفقر المدقع إلى المجد الفرعوني و الشهرة الكونية ، شدتني أكثر اللقطة التي فاضت فيها شوارع الأرجنتين بالجماهير لإستقبال منتخب بلادها بعد التتويج بالكأس ، إذ بعد انتهاء مراسيم الإستقبال الرسمي و الشعبي ، حرص “دييغو مارادونا” أن يختلي بأسرته و أهله و معارفه و أصدقائه ، و نظم لهم حفلا خاصا في قاعة .
و خاطب “مارادونا” الحضور بالقول: “كل هذه الإحتفالات الباذخة و مظاهر الإستقبال الرسمي و العالمي لتتويجي بكأس العالم لا تهمني، كل هذه الشهرة لا تعني لي شيئا، ما يهمني الآن تحديدا هو أن أرى الجزار الذي كان ينهر أمي في حينا الفقير، كلما كانت تتوسل إليه بيعها بضع أوقيات من اللحم لإطعامي و إطعام إخوتي السبعة الآخرين ، و تناشده أن يمهلها ريثما يتدبر أبي عملا موسميا و هامشيا، أريد من هذا الجزار أن يقف احتراما للأم التي ولدت الإبن الذي جلب كأس العالم للأرجنتين . “خذوا أنتم كأس العالم وقفوا احتراما لأمي” .
استحضرت هذا المقطع من الفيلم ، و أنا أتابع علاقة لاعبي المنتخب المغربي في مونديال قطر مع أمهاتهم و آبائهم التي لم تشذ عن قاعدة الإحترام و التقدير لأم و أب كافحا في ديار الغربة ضد العنصرية و ضد الحكرة و ضد الهشاشة من أجل أن تكون الطريق سالكة لبزوغ نجوم مغربية زينت سماء المونديال، و كأن لسان حال أسود الأطلس يردد ما قاله مارادونا : “خذوا كأس العالم و قفوا احتراما و إجلالا لأمهاتنا و آبائنا المكافحات و المكافحين”.
فطوبى لكل الأمهات و الآباء، و طوبى للمغرب بأسود أرعب زئيرها دول العالم!