تعيش العلاقات المغربية الإسبانية، في أوج حيويتها و عادت إلى طبيعتها، عقب أزمة غير مسبوقة دامت أزيد من سنة ونصف؛ إلا أن عودة ”تطبيع” العلاقات بين البلدين، لم يغير من موقف مدريد حول الإحجام عن المشاركة في تمرينات الأسد الافريقي 2023، التي تُجرى ما بين 22 ماي و 16 يونيو 2023 في جهات أكادير و طانطان و المحبس و تزنيت و القنيطرة و بنجرير و تفنيت.
وأفادت جريدة ” vozpopuli” الإسبانية؛ اليوم الاثنين 30 يناير الجاري، أن القوات الإسبانية لن تتواجد في أكبر مناورات عسكرية تجري في افريقيا، بعد أن دأبت و منذ سنوات على حضور التدريبات الضخمة التي تجرى في المغرب.
وأشارت الصحيفة؛ استناد إلى مصادر رسمية؛ إلى أن إسبانيا، التي راجعت موقفها من مغربية الصحراء، لن تشارك في مناورات ”الأسد الافريقي 2023” الكبيرة، والتي يتم تنظيمها بين المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية، و التي تشمل جزءا من الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وهذه هي المرة الثالثة تواليا التي تغيب فيها قوات الجارة إسبانيا عن المناورات، منذ أن تقرر إجراء جزء منها في الصحراء، رغم أنها كانت في النسخ السابقة تُشارك و بشكل وازن.
ويتفهم خبراء مراقبون أسباب إحجام إسبانيا من المشاركة في نسخة 2021، التي تشمل أراضي الصحراء المغربية، بسبب التوتر القائم آنذاك بين الرباط و مدريد الذي بلغ ذروته حينها، عقب السماح لزعيم ”البوليساريو” بالدخول إلى إسبانيا بطريقة غير قانونية قصد العلاج من ”كورونا”؛ لكن تطرح أكثر من علامات استفهام حول عدم مشاركتها في نسخة السنة الجارية والماضية، رغم عودة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي، وما رافق ذلك من دعم إسباني لموقف المغرب بخصوص نزاع الصحراء.
وكان بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، قد ذكر بداية الأسبوع الماضي، أنه و بتعليمات من الملك محمد السادس بصفته القائد الأعلى و رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، انعقد بمقر القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير، اجتماع التخطيط الرئيسي لتمرين “الأسد الإفريقي 2023”.
و أوضح ذات المصدر أن ممثلي القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة للولايات المتحدة الأمريكية، انكبوا خلال هذا الإجتماع، على طرق تنفيذ مختلف الأنشطة المخطط لها في إطار نسخة 2023 من تمرين “الأسد الإفريقي”. كما قاموا باستطلاع واختيار المواقع التي يمكن أن تتم فيها هذه الأنشطة.
وأضاف أن تمرين “الأسد الإفريقي 23″، الذي يعتبر من أهم التدريبات المشتركة في العالم، سيجرى ما بين 22 ماي و16 يونيو 2023 في جهات أكادير وطانطان والمحبس وتزنيت والقنيطرة وبنجرير وتفنيت.
ويعد “الأسد الأفريقي” أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الإفريقية. ويعكس تنظيمه كل عام بالمغرب، منذ ما يقرب من عقدين، متانة علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة باعتبارها شريكا استراتيجيا متميزا للمملكة.
وخلص البلاغ إلى أن مشاركة العديد من البلدان، وخاصة البلدان الإفريقية، في هذا الموعد السنوي، يرتقي بالمغرب إلى مستوى الشريك الموثوق والمنفتح والمتشبث بأصوله وبمُثل المجتمع الدولي، ولا سيما السلام والأمن والتنمية المشتركة.