أحدثت القوات المسلحة المغربية، بتعليمات ملكية، خلية متخصصة في الرصد واليقظة والمواكبة النفسية للمجندين والمجندات بمراكز التكوين المشرفة عن الخدمة العسكرية.
وأكد مسؤولون عسكريون على هامش زيارة ميدانية للقاعدة الجوية للدعم العام في بنسليمان، على مدى أهمية الدور الذي تضطلع به هذه الخلية التي تواكب المجندات خلال فترة تكوينهن لمساعدتهن على تخطي جملة من العقبات والسلوكيات التي قد تكون عالقة في الأذهان خارج الحياة العسكرية، وذلك إسهاما في تحسين الطباع وإذكاء روح الحماس من أجل مستقبل واعد.
وقالت الكولونيل حنان العمري في تصريح صحفي، إن هذه الخلية التي ترأسها على مستوى القاعدة الجوية للدعم العام ببنسليمان تأتي ضمن سلسلة من الخلايا المحدثة بمراكز تكوين المجندين والمجندات وتكمن غايتها في تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية.
وأبرزت أنه من بين هذه الأهداف العمل على ترسيخ ثقافة تربوية حاضنة من أجل دعم الرفاه النفسي للمجندات وبالتالي تعزيز قدرتهن على التكيف مع الحياة العسكرية، وإرساء نهج وقائي استباقي للتعامل المبكر مع حالات السلوكيات السلبية المضطربة حالما يتم رصدها في شخصية الوافدات الجدد.
ويتعلق الأمر أيضا، حسب الكولونيل العمري، بأداة لتحفيز المجندات على تطوير قدراتهن الذاتية والاجتماعية حتى يتسنى لهن الاندماج بسهولة وبشكل إيجابي ضمن المنظومة السوسيو مهنية.
من جهة أخرى، شددت مجندات في شهادات قدمنها خلال هذه الزيارة، على أن أحوالهن تغيرت نحو الأحسن بتجاوزهن لمختلف مظاهر الخمول واللامبالاة واصبح لحياتهن معنى وغاية يعملن جاهدات على تحقيقها، بفضل هذه الخلية المواكبة للتكوينات النظرية والتطبيقية التي يتلقينها
وأكدن أنه في أقل من سنة من عمر الفترة التكوينية التي يخضن غمارها (4 أشهر في مرحلة التكوين الأساسي الشمولي تليها مرحلة التخصص التي تدوم لمدة ثمانية أشهر) فقد تشبعن بالعديد من المبادئ والقيم والمكتسبات التي ستفيدهن في حياتهن الخاصة والمهنية من قبيل التحلي بروح المواطنة والمسؤولية الحقة والانضباط وتنمية وتعزيز القدرات المعرفية والمهنية وصقل المهارات والثقة في النفس مع التحلي بروح الشجاعة والصبر والتفاؤل.
وبذلك تتطلع هؤلاء المجندات إلى آفاق واعدة بفضل الخبرة والمهن التي خبرن ثناياها بأسلوب مبسط في متناول مختلف المستفيدات كيفما كان مستواهن التعليمي أو الاجتماعي، وذلك عبر 8 تخصصات يتزايد الإقبال عليها في سوق الشغل.
ويتعلق الأمر بكل من “الإعلاميات” و”السكرتارية (الكتابة والمكتبيات) ” و”المطعمة” في شقيها المتعلق بالطبخ وبالخدمات ذات الصلة (نادل) و”البستنة” و”مساعد مدرب رياضي” الى جانب “التعليم الأولي” و”مساعدة الأشخاص”، حيث ستتوج هذه المرحلة بحصول المتفوقات على شهادات تخول لهن إمكانية ولوج سوق الشغل، في وقت سيحظى البعض منهن بشرف الانخراط في صفوف القوات المسلحة الملكية.
يشار إلى أن فوج المجندات على مستوى القاعدة الجوية للدعم العام ببنسليمان، الذي يدشن هذه السنة محطته السابعة والثلاثين، مكون من 189 شابة تتراوح أعمارهن ما بين 19 و25 سنة.