*عبد الله العلوي
“أمريتبال سينغ” الزعيم الجديد للسيخ الذي عاش في ولاية جورجيا الأمريكية، وعاد إلى ولايته البنجاب في الهند ليدعو إلى الحقوق المهضومة في رأيه للفلاحين السيخ في ولاية البنجاب الهندية التي تشكل 1,5 من مساحة الهند، لكنها تنتج 65% من القمح على الصعيد الوطني.
وهذه الدعوة ليست جديدة، فقد سبق لحزب السيخ “آكالي دال” أن دعى إلى استقلال البنجاب التي تضم أغلبية من السيخ عن الهند، ووضعوا جواز سفر خاص وعملة وطنية، لكن أنديرا غاندي -1917-1984– رئيسة الوزراء آنئذ أمرت بمهاجمة المعبد الذهبي وهو أقدس مكان عند السيخ، حيث تحصن الانفصاليين السيخ وقضت على طموحاتهم، لكنها تعرضت للاغتيال من طرف حراسها من السيخ اللذين أعدما فيما بعد.
كان غوروناناك 1439-1539 وهو هندوسي من مريدي الزوايا الإسلامية <=المريد = سيخي> التي دأبت على تقديم الطعام جماعة واستقبلت الهندوس خاصة من الطبقات الدنيا كالشودرا والمنبوذين، وتأثر غورو وتعني المرشد بهذه المساواة، ونادى بعدم عبادة الأوتان، وأن الناس سواسية، ورفض قانون الطبقات المغلقة في العقيدة الهندوسية، ولا يشترك السيخ والهندوس إلا في إحراق الموتى، بل غوروناناك لايعرف أحد هل دفن أم أحرق جثمانه. بعد هذه المرحلة تولى قادة السيخ عدة مرشدين وعددهم 10 ، و يشكل السيخ 1% من مواطني الهند، لكن كفاءتهم وارتباطهم بالثقافة الإنجليزية وتميزهم وكونهم أقلية تكافح أكثر وتفرض نفسها، ثم تاريخهم العسكري، فكل سيخي يسمى سنغ بمعنى آسد، كما يشكلون رغم أقليتهم اجتماعيا 12% من الجيش الهندي.
تدعى الحكومة الهندية أن “امريتبال سنغ” مأجور من طرف المخابرات الباكستانية، وأنها جندته في ولاية جيورجيا الأمريكية وهو أمر لا دليل عليه، لكن ما يقلق نيودلهي كون الأماكن المقدسة بعد المعبد الذهبي في “أمريستار” عاصمة البنجاب، توجد في باكستان في منطقة البنجاب الباكستانية، وكل السيخ الهنود يحجون لهذه الأماكن في باكستان. أما “امريتبال سنغ” فهو حذر في تحركاته، فهو فقط بدأ بالدعوى إلى حقوق الفلاحين في أرضهم / الخصبة، وأنهم لا ينالون مايستحقون، لكنه سيضيف في كل مناسبة مطلب تلو مطلب إلى الدعوة إلى الانفصال. وقد واجهت الهند عدة محاولات في هذا الصدد في كشمير واسام وغيرهما.
*بـــاحــث