بصمة مغربية في الذكاء الأمني… “آمان” تراقب وتستجيب
تميز حفل افتتاح النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة، المنظم خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي الجاري، بفضاء مركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة ببرنامج متنوع، انطلق باستقبال كبار ضيوف قطب المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني من قبل الفصيلة الشرفية للأمن الوطني، قبل أن ينتقل الحضور لإجراء جولة بفضاء أيام الأبواب المفتوحة تلتها عروض شرفية قدمتها فرق خيالة الشرطة وفرق الكلاب المدربة للشرطة، ثم انتقل الحضور الكبير إلى المنصة الرسمية التي استقبلت هذه السنة حوالي 550 ضيفا من مختلف القطاعات الحكومية والسلطات القضائية والعسكرية والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني والإعلام ، الذين لبوا دعوة المديرية العامة للأمن الوطني لهذا الحفل السنوي الجامع.
وانطلق هذا الحفل بكلمة للمديرية العامة للأمن الوطني، ألقاها عميد الشرطة الإقليمي رضا اشبوح، استعرض فيها دلالات تخليد الذكرى 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، قبل استعراض غايات وأهداف تنظيم الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، باعتبارها مبادرة مواطنة، تروم تعزيز الانفتاح المرفقي والتواصل المؤسساتي مع المواطنات والمواطنين، تلتها كلمات كل من رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، نوهت بمكانة المغرب ضمن منظومة التعاون الأمني الدولي.
وقد استهل الحفل باستعراض كبير لمختلف فرق ووحدات الشرطة من مختلف التخصصات، يتقدمهم حملة الأعلام وفصيلة فوج عمداء وضباط الشرطة بالمعهد الملكي للشرطة، تلتها مجموعة من الفصائل التابعة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، ومن بينها الهيئة الحضرية وفرق السير والجولان وفرقة مكافحة العصابات والمحافظة على النظام والقوات الخاصة، حيث تم أيضا خلال هذا الاستعراض تقديم مختلف مركبات الشرطة وآليات التدخل والحماية والعمليات الخاصة، خصوصا تلك المختصة بتفكيك المتفجرات ومراكز القيادة المتنقلة وآليات مكافحة الشغب ومركبات التدخل والخفر ودوريات الشرطة.
ولأول مرة، شهد الاستعراض السنوي بمناسبة ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، عرض جميع السيارات التابعة للشرطة، والتي تحمل الهوية البصرية الجديدة التي تتضمن اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية والفرنسية، وذلك في إطار بلورة شراكة مع الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تهدف إلى إدماج المكون الأمازيغي بشكل كامل على جميع عربات الأمن الوطني.
تميز هذا الحفل، بعرض النموذج الأول من الدورية الذكية “أمان“، وهي عبارة عن سيارة دورية ذكية جرى تطويرها بشكل كامل من قبل الفرق الهندسية والتقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، تم تزويدها بمنظومة متكاملة للمراقبة البصرية بالكاميرات بزاوية 360 درجة، وهي المنظومة التي تم ربطها بتطبيقات القراءة الآلية للوحات ترقيم السيارات والتعرف على الأشخاص عن طريق تقنية « la reconnaissance faciale ».
وتتميز هذه الدورية الذكية بقدرتها العالية على التحقق البصري من المركبات والأشخاص أثناء تجولها بالشارع العام، باستعمال منظومات مبنية على أساس نماذج للذكاء الاصطناعي، جرى تطويرها بشكل كامل من قبل مهندسي وتقنيي المديرية العامة للأمن الوطني، مع ادماجها وربطها بشكل آني مع قاعات القيادة والتنسيق والوحدات الشرطية الميدانية والمتنقلة.
وتمتلك هذه السيارة المطورة بقدرات محلية كفاءة عالية في قراءة بصمة الوجه، كما يمكنها التعرف على المركبات المطلوبة، بالإضافة إلى امتلاكها نظاماً فائقاً في الاتصال والبث المباشر مع غرفة عمليات القيادة، حيث تنفرد هذه الدورية بعرض عدة أنظمة أمنية ذكية في شاشة كبرى تضيء مقصورتها الداخلية، ويمكن للدورية الأمنية المتطورة في المستقبل أن تلعب دورا محوريا في العمليات الأمنية الميدانية، من قبيل تنظيم حركية السير والجولان والتعامل مع بعض مظاهر الجريمة والانحراف.
للإشارة، فمن المنتظر أن يتم الشروع في الأمد المنظور في تعميم هذه المركبات الذكية على كافة ولايات الأمن على الصعيد الوطني، وذلك فور انتهاء مرحلة التطوير الأولي التي دخلت أشواطها الأخيرة، حتى تستطيع هذه الدوريات لعب دورها في توفير خدمات أمنية متكاملة، تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والقرب من المواطنين، خصوصا وبلادنا مقبلة على تنظيم العديد من التظاهرات ذات الإشعاع الدولي، من قبيل الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للأنتربول وكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وكأس العالم 2030 بشراكة مع اسبانيا والبرتغال.