وعد “الحارثي” في حضرة الصعود… هل هي حملة انتخابية مبكرة أم بشرى طال انتظارها؟

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في خضم الأجواء الاحتفالية التي عمت مدينة مراكش ابتهاجًا بصعود فريق الكوكب المراكشي إلى القسم الوطني الأول، أطلقت العمدة فاطمة الزهراء المنصوري تصريحًا لافتًا لممثلي وسائل الإعلام خلال حفل استقبال أقيم على شرف اللاعبين والطاقم التقني بأحد الفنادق الفخمة بالمدينة.

الوعد الذي قطعته المنصوري بفتح ملعب الحارثي، المعقل التاريخي للفريق، أثار موجة من التساؤلات والتحليلات في الأوساط الرياضية والسياسية المحلية.

فبعد موسم كامل خاض خلاله “فارس النخيل” اغلب مبارياته على ملاعب أخرى، وبينما كانت الجماهير تتوق للعودة إلى مدرجات “الحارثي” الذي يحمل في طياته ذكريات أمجاد الماضي، يطرح التوقيت الحالي للإعلان عن قرب فتحه علامات استفهام كبيرة. لماذا لم يتم تجهيز الملعب وافتتاحه مع بداية البطولة؟ وما الداعي للانتظار حتى تحقق الصعود الرسمي ليتم الإعلان عن هذه الخطوة في سياق احتفالي وبحضور رسمي رفيع المستوى؟

تساؤلات مشروعة تنبع من السياق السياسي الحالي، حيث تلوح في الأفق استحقاقات انتخابية قادمة. فهل يندرج هذا الوعد ضمن حملة انتخابية مبكرة تسعى لاستثمار فرحة الصعود واستعادة شعبية قد تكون تراجعت بفعل الغياب المتكرر للعمدة عن شؤون المدينة؟ لماذا أصرت المنصوري على وجه الخصوص على حضور حفل الاستقبال هذا، رغم الانتقادات التي طالتها بسبب قلة تواجدها في مراكش وانشغالها بمهام حزبية ووطنية أخرى؟

آراء الجمعويين تزيد من حدة النقاش

في هذا الشأن أدلى عدد من الفاعلين الجمعويين والمهتمين بالشأن المحلي بآرائهم حول هذه القضية. و يرى البعض أن توقيت الإعلان عن فتح “الحارثي” واستغلاله في حفل استقبال بهيج يثير شبهات حول وجود أجندة سياسية خفية. ويشيرون إلى أن تجهيز الملعب كان يجب أن يكون أولوية قصوى منذ بداية الموسم لدعم الفريق في مسيرته نحو الصعود، بدلًا من الانتظار حتى تحقيقه واستغلال الحدث لتحقيق مكاسب انتخابية محتملة.

و في المقابل، يرى آخرون أن فتح ملعب الحارثي يمثل خطوة إيجابية طال انتظارها، بغض النظر عن توقيتها. ويؤكدون على أهمية دعم الفريق وتوفير الظروف الملائمة له للاستعداد لمنافسات القسم الأول، معتبرين أن حضور العمدة ودعمها للفريق أمر طبيعي ومستحق.

بين الوعد الانتخابي والتحقيق المنتظر

و يبقى السؤال معلقًا، هل وعد فتح ملعب الحارثي هو مجرد تكتيك انتخابي لاستمالة أصوات الجماهير العاشقة للكوكب، أم أنه التزام حقيقي سيتحقق على أرض الواقع قريبًا؟ وحدها الأيام والأسابيع القادمة كفيلة بالكشف عن النوايا الحقيقية وراء هذا الإعلان المفاجئ.

الأكيد أن صعود الكوكب المراكشي يمثل فرحة عارمة لأهل المدينة، لكن استغلال هذه الفرحة في سياقات سياسية قد يثير تحفظات ويقلل من قيمة الإنجاز الرياضي في حد ذاته.

و يبقى الأمل معلقًا على أن يكون فتح ملعب الحارثي خطوة فعلية لدعم مستقبل الفريق وعودته القوية إلى مكانته الطبيعية، بعيدًا عن أي حسابات سياسية ضيقة.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.