إسبانيا تلغي صفقات دفاعية ضخمة مع شركات إسرائيلية وسط تصاعد الانتقادات لأحداث غزة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

الملاحظ جورنال / وكالات

في خطوة تصعيدية تعكس موقفها المتشدد تجاه العمليات العسكرية في غزة، ألغت إسبانيا صفقات دفاعية رئيسية مع شركات إسرائيلية، في مسعى واضح نحو “الاستقلالية التكنولوجية” وقطع الارتباط بالصناعات الدفاعية الإسرائيلية.

تأتي هذه الإلغاءات في ظل انتقادات حادة من رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للهجمات على غزة، وتزايد الضغوط من شركائه في الائتلاف الحكومي.

وأفادت وسائل إعلام إسبانية، اليوم الأربعاء، أن إسبانيا ألغت صفقة بقيمة 287.5 مليون يورو لشراء 168 قاذفة و1680 صاروخاً مضاداً للدبابات من طراز SPIKE LR2 من شركة رافائيل سيستمز الإسرائيلية.

و كان من المقرر أن يتم تصنيع هذه المعدات في إسبانيا بموجب ترخيص من الشركة الإسرائيلية الأم، عبر شركتها الفرعية الإسبانية “باب تكنوس” (Pap Tecnos).

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الإسبانية لوكالة فرانس برس إن الحكومة “بدأت عملية إلغاء التراخيص الإسرائيلية”، مؤكدة أن الوزارة تعمل على “إعادة توجيه البرامج نحو تحقيق هدف الاستقلالية التكنولوجية”.

ورغم هذه التقارير، ذكرت وكالة ” أسوشيتد برس”  أن شركة رافائيل لم تبلغ رسمياً بإلغاء الصفقة.

و تأتي هذه الصفقة، التي تمت الموافقة عليها في 3 أكتوبر 2023 أي قبل أربعة أيام فقط من هجوم 7 أكتوبر، كجزء من خطة إسبانيا لتحديث أنظمتها العسكرية واستبدال المعدات القديمة.

ووفقاً للتقارير، تدرس إسبانيا الآن بديلاً أمريكياً لهذه الصواريخ، مثل نظام جافلين (Javelin) من إنتاج لوكهيد مارتن.

و يأتي هذا الإلغاء في أعقاب قرار وزارة الداخلية الإسبانية في أبريل الماضي بإنهاء عقد لشراء ذخائر (طلقات نارية) بقيمة 6.8 مليون يورو من شركة IMI Systems الإسرائيلية (إحدى الشركات التابعة لـ Elbit Systems).

وقد جاء هذا القرار تحت ضغط من حزب “سومار” اليساري الراديكالي، الشريك الاشتراكي في الحكومة.

وصرحت يولاندا دياز، الشخصية الثالثة في الحكومة وزعيمة حزب “سومار” آنذاك، أن إسبانيا لا يمكنها “ممارسة أعمال تجارية مع حكومة إبادة جماعية… ترتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني”.
و يعد رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز من أشد الأصوات الأوروبية انتقاداً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وللهجمات على غزة.

وقد أعلنت حكومته أنها أوقفت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل اعتباراً من 2 أكتوبر 2023. كما صرح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الشهر الماضي بأن إسبانيا ستطلب “تعليقاً فورياً” لاتفاقية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وستحث الشركاء على فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل.

و على الرغم من هذه الإلغاءات والمواقف الرسمية، قدر مركز “ديلاس” (Delas)، وهو معهد أبحاث متخصص في الأمن والدفاع مقره برشلونة، في أبريل أن مدريد منحت 46 عقداً بقيمة 1.044 مليار يورو لشركات إسرائيلية منذ بداية الحرب، وذلك وفقاً لبيانات جمعت من منصة المناقصات العامة.

و يشير  هذا، إلى أن عملية “الانفصال التكنولوجي” الكاملة التي تسعى إليها إسبانيا قد تواجه تحديات كبيرة نظراً للارتباطات السابقة والتعقيدات في سلاسل التوريد الدفاعية.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.