انسحاب احترازي أم مؤشر تصعيد؟ أمريكا تسحب طائراتها من قطر خشية ضربات إيرانية
في خطوة مفاجئة تشي بتصاعد التوترات في المنطقة، كشفت وكالة فرانس برس عن سحب الولايات المتحدة الأمريكية لعشرات الطائرات العسكرية من قاعدة العديد الجوية في قطر خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا الإجراء، وفقاً للوكالة، كإجراء احترازي لحماية هذه الأصول الاستراتيجية من ضربات إيرانية محتملة، في ظل تنامي المخاوف من اتساع رقعة الصراع.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها فرانس برس تراجعاً دراماتيكياً في عدد الطائرات المتمركزة في القاعدة.
ففي الخامس من يونيو الجاري، كان عدد الطائرات يقارب الأربعين، بينما انخفض هذا العدد بشكل حاد ليبلغ ثلاث طائرات فقط يوم أمس الخميس، 19 يونيو.
هذا التراجع الكبير يثير تساؤلات حول طبيعة التهديدات التي دفعت واشنطن لاتخاذ مثل هذا القرار السريع والجذري.
تعد قاعدة “العديد” في قطر من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتلعب دوراً محورياً في العمليات الجوية الأمريكية بالمنطقة. وبالتالي، فإن إفراغها بهذه السرعة يحمل دلالات عميقة حول تقديرات واشنطن للمخاطر المحتملة، ويعكس مستوى القلق من رد فعل إيراني قد يطال المصالح الأمريكية وحلفائها.
هذه الخطوة قد تفسر على أنها محاولة لتقليل الخسائر المحتملة في حال اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق، أو أنها قد تكون جزءاً من إعادة تموضع أوسع للقوات الأمريكية في المنطقة. وفي كلتا الحالتين، فإنها تبعث برسالة واضحة حول جدية التهديدات الجيوسياسية الراهنة، وتضع المنطقة على صفيح ساخن من الترقب.