احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
تُظهر البيانات الرسمية الأخيرة لوزارة التجهيز والماء أن نسبة الملء الإجمالية للسدود والمنشآت المائية بالمغرب تواصل انخفاضها، لتستقر عند 36% حتى يوم السبت 26 يوليو 2025.
ورغم التحسن النسبي الذي يزيد عن 7 نقاط مئوية مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الوضع المائي لا يزال متفاوتًا بشكل كبير بين الأحواض المائية المختلفة. و تخزن السدود المغربية حاليا 6049.86 مليون متر مكعب من المياه، ما يعادل نسبة ملء إجمالية تبلغ 36.09%.
ويكشف تحليل هذه البيانات أن بعض السدود الكبرى، مثل سدي المسيرة والوحدة، لم تتجاوز منتصف طاقتها الاستيعابية في منتصف الصيف.
فيما يظل حوضا أم الربيع وسوس ماسة من الأحواض المائية “الحرجة” التي تعاني من إجهاد مائي مزمن، حيث يسجلان نسب ملء مقلقة تقل عن 12% و19% على التوالي.
أما حوضا ملوية (الشرق) وتانسيفت (وسط البلاد)، فيظلان ضمن نسب الملء المتوسطة رغم التراجع المتسارع، حيث بلغت 31.46% و44.9% على التوالي.
في المقابل، حافظت سدود المناطق الشمالية، خاصة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة وفاس-مكناس، وتحديدًا حوضي اللوكوس وسبو، على احتياطي مائي يتراوح بين المتوسط وشبه الكامل، مما يمنحها وضعًا مائيًا مريحًا مقارنة بالمناطق الأخرى.
ويبلغ الحجم الإجمالي للمياه المختزنة بسد الوحدة، وهو أكبر سدود المغرب، 1857.30 مليون متر مكعب من أصل سعته العادية البالغة 3522 مليون متر مكعب، بنسبة ملء إجمالي تتجاوز النصف بقليل (52.72%). ويستمر حوض أبي رقراق في صدارة الأحواض المائية الأكثر امتلاءً بحجم مائي يقدر بـ 690 مليون متر مكعب ونسبة 63.67%، مستفيدًا من مشروع “الطريق السيار المائي للربط بين الأحواض” الذي بدأ تشغيله منذ أواخر صيف 2024.
و مع انطلاق فترة “الصمايم” الأكثر حرارة في المغرب منذ 25 يوليو، تتزايد دعوات جمعيات المجتمع المدني والفعاليات البيئية إلى ترشيد استخدام المياه في المناطق التي تعتمد على سدود منخفضة المخزون، وتسريع مشاريع تحلية المياه والربط المائي بين الأحواض.
وتترسخ خلال هذه الظرفية المائية الراهنة ضرورة تعزيز الصيانة والاستثمار في السدود الصغيرة والمتوسطة لزيادة فعالية تخزين مياه التساقطات، وتقوية المراقبة الهيدرولوجية والتخطيط الاستباقي لمواجهة السنوات الجافة.