مراكش على إيقاع ورش مفتوح.. زيارة ميدانية تكشف تفاصيل التحول الحضري
تعيش مدينة مراكش منذ أشهر على إيقاع أوراش متسارعة تُعيد رسم ملامحها الحضرية. وفي هذا السياق، قاد السيد رشيد بنشيخي، والي جهة مراكش–آسفي وعامل عمالة مراكش بالنيابة، صباح السبت 27 شتنبر 2025، جولة ميدانية واسعة لمتابعة مشاريع التنمية الحضرية، في لحظة تعكس جدية الرهان على جعل المدينة في مستوى التطلعات الوطنية والإفريقية.
الزيارة لم تكن مجرد بروتوكول إداري، بل أشبه بامتحان على أرض الواقع، حيث وقف المسؤول الأول بالمدينة على تفاصيل دقيقة للأوراش الممتدة من محيط الطريق السيار إلى قلب ساحة 16 نونبر.
من المساحات الخضراء إلى الملعب الكبير
استُهلت الجولة من المدخل الطرقي للمدينة، حيث تجري أشغال تأهيل المساحات الخضراء، باعتبارها “الوجه الأول” لمراكش في أعين زوارها. بعد ذلك، توجه الوفد صوب الملعب الكبير ومحيطه، حيث تتسابق الأشغال مع الزمن لتأهيل المرافق الداخلية والمسالك الطرقية المؤدية إليه، استعداداً لاحتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم أواخر دجنبر المقبل.
أرصفة مطبوعة وشبكات محولة
من بين ما لفت الانتباه خلال الجولة، اعتماد تقنية Street Print لتجميل الأرصفة، وهو خيار حضري جديد يمنح الفضاءات بعداً جمالياً إضافياً. بالتوازي، تتواصل أشغال توسيع الطرق، التشوير الأفقي، وتحويل شبكات الماء الشروب لضمان انسيابية السير وتخفيف الضغط عن محاور المدينة الحيوية.
محاور استراتيجية ومعابر تحت أرضية
الطريق R2008، R2118، والمحور الطرقي الجديد، كانت محطات أساسية للجولة، حيث تم الوقوف على تقدم عمليات التحلية والتهيئة، فضلاً عن الأشغال الرامية لتعزيز السلامة المرورية. أما الممران تحت أرضيين RN7 وRN8، فقد استحوذا على اهتمام خاص بالنظر إلى تعقيدهما التقني، مع تأكيد الوالي على ضرورة احترام الآجال والمواصفات.
ما بين الحاضر والمستقبل
الختام كان عند مستودع الطريق المدارية وموقف سيارات ساحة 16 نونبر، حيث برزت دينامية إنجاز تضع مراكش على مسار جديد: مدينة لا تراهن فقط على تاريخها ورصيدها الثقافي، بل أيضاً على حداثة بنيتها التحتية وقدرتها على استيعاب رهانات الغد.
هذه الجولة، في جوهرها، تعكس فلسفة جديدة في التدبير: المسؤول الذي يخرج إلى الميدان ليُعاين، يُحاسب ويُسرّع، بدل الاكتفاء بالتقارير المكتبية. وهو ما يفتح النقاش حول ضرورة جعل المراقبة الميدانية نهجاً دائماً، حتى لا تتحول الأوراش الكبرى إلى مشاريع معلقة أو منجزة بنصف جودة.
مراكش اليوم أشبه بورشة مفتوحة على المستقبل، وامتحان نجاحها مرهون بقدرة الجميع، مسؤولين ومنفذين، على جعل هذه المشاريع واقعاً ملموساً يشعر به المواطن في تفاصيل حياته اليومية.