مراكش تطلق حملة لإعادة الأمل للشباب والأسر: “المدينة تحتضن أبنائها”
في خطوة غير تقليدية، أطلق مجموعة من المثقفين والفاعلين المدنيين والتربويين بمدينة مراكش مبادرة جديدة تحت شعار “مراكش تحتضن أبنائها”، تهدف إلى تعزيز الروابط بين الأسرة والشباب، وحمايتهم من المخاطر الاجتماعية والانحرافية، في وقت يواجه فيه المجتمع تغييرات متسارعة بفعل التحولات الرقمية والضغوط الاقتصادية.
وأوضح منظمو الحملة أن الهدف ليس شعارات رنانة، بل إعادة بناء الثقة والمواطنة، وقطع الطريق أمام أي محاولات لتأجيج الفوضى أو استغلال الشباب، وتعزيز صورة المغرب كبلد مستقر وآمن، قادر على المضي قدماً في مسار التنمية والحفاظ على مكتسباته الدبلوماسية.
وأكد المشاركون خلال مناظرة المجتمع المدني أن الفجوة بين الأجيال تتسع بسبب التحولات الرقمية، التي أعادت تشكيل أساليب التواصل وأثرت على القيم التقليدية في الأسرة. وقد أثرت هذه التغيرات على ميادين الصحة والتعليم، مع استمرار بعض مظاهر الضعف المؤسسي والفساد، ما يستلزم استراتيجيات تربوية ومجتمعية مبتكرة تستجيب لاحتياجات الجيل الجديد.
وأشار القائمون على المبادرة إلى أن جزءاً كبيراً من هذه التحديات قابل للحل سريعاً بالإرادة والالتزام الجماعي، بينما تتطلب القضايا الأكبر، مثل نقص البنيات التحتية والخدمات الصحية، تخطيطاً طويل المدى وجهوداً مستمرة. وأكدوا أن فهم عقلية الشباب المغربي الحديث، الذي تعود على سرعة النتائج وانتظار حلول ملموسة، هو مفتاح النجاح في أي مشروع تنموي أو اجتماعي.
وتقوم الحملة على تكتل واسع من المجتمع المدني، يشمل الجمعيات، أولياء الأمور، المعلمين، المثقفين، الفنانين والرياضيين، في مشروع جماعي يسعى إلى إعادة الأمل داخل الأسرة وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن.
كما تعتمد المبادرة على القيم الأخلاقية والدينية الأصيلة التي تشدد على احترام الوالدين والحفاظ على الروابط الأسرية، معتبرة أن تماسك الأسرة هو حجر الأساس للسلم الاجتماعي، ما يمنح المشروع طابعاً وطنياً وأخلاقياً قوياً.
وفي أولى الخطوات العملية، ستبدأ الحملة بتوعية الأسر على ضرورة البقاء بالمنزل بعد الساعة الثامنة مساءً، يليها تنظيم ورشات حوارية، أنشطة ثقافية وترفيهية، وبرامج دعم نفسي واجتماعي للشباب، بهدف تحويل الأحياء المراكشية إلى فضاءات آمنة ودافئة للحوار والتفاعل الإيجابي.
واختتم المنظمون الإعلان بالتأكيد على أن “مراكش تحتضن أبنائها” ليست مجرد مبادرة، بل رسالة أمل ووحدة، تؤكد قدرة المدينة الحمراء على احتضان شبابها، وتجديد الثقة في المستقبل، وتعزيز التلاحم الاجتماعي في قلب المملكة.