الإعلام بين البروتوكولات والقضايا الحقيقية: صرخة من قلب المسؤولية المهنية
في زمن تتصاعد فيه المطالب المجتمعية وتتضخم التحديات الوطنية، يبرز سؤال جوهري يهم كل مواطن: هل الإعلام موجود فقط في المناسبات الرسمية، أم له دور حقيقي في نقل هموم الشعب؟
الإعلامية سناء رحيمي وضعت هذا السؤال في صلب النقاش، مستنيرة بمسؤوليتها المهنية والأخلاقية. تجربتها الأخيرة كشفت هوة كبيرة بين المواطن والمؤسسة: قنوات التواصل تُفتح في لحظات التدشين والبروتوكولات الرسمية، لكنها تُغلق حين يتعلق الأمر بقضايا حقيقية تمس حياة الناس اليومية.
في محاولة للتواصل مع عدد من المسؤولين حول قضية وطنية تخص فئة واسعة من الشباب، واجهت رحيمي صمتًا رسميًا، أو ردودًا متكررة من سكرتاريات تقول: “سيتصل بكم قريبًا”، دون أي متابعة فعلية. هذه التجربة ليست مجرد خلل تقني، بل تعكس أزمة ثقة عميقة بين المؤسسات والمواطنين.
الإعلام ليس مجرد مرافق للمراسم والاحتفالات، بل هو صمام الأمان الذي ينقل صوت الناس، ويراقب أداء السلطة، ويسعى لتصحيح المسار عند الضرورة. حين يصمت الإعلام، تضيع القضايا، وتزداد الهوة بين المواطن والمؤسسة.
الرسالة واضحة: لا نطلب المستحيل، بل الحد الأدنى من الاحترام والتفاعل، والاستجابة لقضايا الناس الحقيقية. هذا هو جوهر المسؤولية الوطنية والإعلامية على حد سواء، وهو ما يميز المؤسسات القادرة على الاستماع قبل الاحتفال.