وثق الإطار الصحي، الحارس العام بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، في حديث صحافي خص به جريدة الملاحظ جورنال الإليكترونية، حول قافلة التبرع بالدم التي عرفت انطلاقتها في 19 من شهر فبراير المنقضي من هذه السنة 2018، ومن المرتقب أن تستمر 25 من مارس نفس السنة، وحلت بمدينة مراكش ضمن محطة من محطاتها التي تجوب جهات المملكة، في الفترة بين 5 و 11 مارس نفس السنة، معطيات محفزة على بداية تشكيل وعي مسئول بأهمية التبرع بالدم بذات المدينة، على اعتبار المردودية المتحصلة من الأيام الخمس على أشغال القافلة بمراكش، والمؤطرة بشعار “نمشي نتبرع بدمي، حيث حتى أنا معني”.
القافلة الوطنية للتبرع بالدم مبادرة من وزارة الصحة والمركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم
الإطار العام الخاص بهذه الحملة الوطنية التي هي عبارة عن قافلة وطنية، والتي كان صاحب الجلالة قد سبق وأعطى انطلاقتها في العام 2013، واتخذها المركز الوطني لتحاقن الدم ووزارة الصحة بمثابة سنة، ودأبا على ممارسة تنظيمها كل عام، خصوصا، ضمن مراحل الأزمات التي يصبح خلالها مخزون المراكز الجهوية على الصعيد الوطني يعرف نقصا في مذخره من الدم، وهي المرحلة التي تشغل أزمنة العطل الصيفية، فترات الأعياد.
وأرجع الإطار الصحي، الحارس العام بمركز تحاقن الدم بمراكش، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، بالقول أن نزول المخزون من الدم بمراكز تحاقن الدم الجهوية على مستوى هذا العام 2018، يعزى إلى “موجة البرد التي كانت من بين الأسباب التي قادت إلى عزوف الناس عن التبرع بالدم، مما أدى –وأتحدث على الصعيد الوطني-، إلى نزول المخزون بجميع المراكز الجهوية”، مسجلا، بأن تنظيم القافلة يأتي “بمبادرة من وزارة الصحة في شخص وزير الصحة، بشراكة مع المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم، اللذين قرروا أن تكون الحملة الوطنية للتبرع بالدم، عبارة عن قافلة تجوب مجموعة من المدن بالجهات التي يتزايد الطلب بها على الدم، جهات الرباط زمور ازعير، الدار البيضاء سطات، مراكش آسفي، وعقب هذه المحطات، ستحط القافلة بجهة فاس مكناس، وصولا إلى مدينة طنجة ضمن مجطة القافلة الأخيرة”.
قافلة التبرع بالدم- اختيار مواقع التواصل مع المواطن لم تتخذ شكلا اعتباطيا لاعتبار الكثافة السكانية
وضمن سياق ما يدخل من معطيات حول قافلة التبرع بالدم على مستوى مدينة مراكش، وانطلقت في الخامس (5) من مارس وتمتد إلى الحادي عشرة (11) من نفس شهر ذات السنة، أفصح المتحدث، الإطار الصحي، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، بأن “اختيار المواقع لم يتخذ بشكل اعتباطي، إذ أخذ الإختيار للمواقع بعين الإعتبار، الأماكن التي تعرف كثافة سكانية، وتشتمل على ولوجية سهلة بالنسبة للناس الراغبين بالتبرع، حيث انطلقت القافلة بمراكش في يومها الأول من ساحة 16 نونبر، وساحة المحاميد في يوم القافلة الثاني، بينما جرت عملية التبرع بالدم في إطار القافلة في يومها الثالث والرابع بساحة المصلى سيدي يوسف بن علي، وبمراكش المدينة فالموقع كان ساحة جامع الفناء، وستلتحق القافلة –إنشاء الله- بمدينة قلعة السراغنة لإكمال عملية التبرع بالدم”.
واستطرد المتحدث بالقول، “بالنظر إلى البرنامج الذي نتوفر عليه، ويدخل في إطار استراتيجية عمل القوافل المتنقلة المتعلقة بالمركز الجهوي لتحاقن الدم، نلمس على إثر التجربة، بأن ساكنة القلعة من الناس الذين نحقق معهم أرقاما طيبة، ومن هذا المنطلق ارتأينا أن نجعل من مدينة القلعة ختام هذه القافلة، وعلى هدف الوصول إلى تحقيق ما يزيد عن 300 كيسا في اليوم الواحد”، مستدركا نفس المتحدث في تحقيق هذا الهدف بمدينة القلعة بالقول “أكيد أنه كان هناك عمل قبلي يتمثل في التنسيق مع المجتمع المدني، إذ فعلنا على مدى 5 يوما الشراكات التي اشتغلنا على بلورتها قرابة 4 أو 5 سنوات، وثمنها من خلال هذه القافلة باعتبار المجتمع شريكا أساسيا، إلى جانب الشركاء الرسميين وزارتا الصحة والأوقاف، مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية للقيمين الدينيين، المجالس الجماعية، والإعلام، غير هؤلاء الشركاء الأساسيين، ارتأينا بجهة مراكش- آسفي، إدخال المجتمع المدني شريكا كونه مثبتا ذاته من خلال عمله في هذا الإطار إلى صحبتنا، حيث يضيف قيمة مضافة بالتعاون في التحسيس واستقطاب الناس”.
الطلب على الدم بمراكش يرصد ما بين 150 و 180 كيسا لتلبية الطلب
قبالة الكشف عن إحصائيات المردودية في إطار القافلة الوطنية للتبرع بالدم بمدينة مراكش، أورد المتحدث، الإطار الصحي، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، مبينا، بأن “الطلب على الدم خصوصا بمدينة مراكش، قد عرف تزايدا كبيرا، ولعاملين: عامل عام ويتعلق بالمنظومة الصحية التي عرفت بدورها تبدلات، حيث لم نعد نتحدث عن الأمراض التي تنتقل عبر الميكروبات، وإنما الحديث يتم حول الأمراض الدائمة intransmissible، في مقدمتها السرطان والقصور الكلوي، وحتى حوادث السير التي تضعها المنظمة للصحة ضمن الأمراض، النساء اللائي يتعرضن إلى النزيف أثناء الوضع أو عقبه، فهذا التغيير في المنظومة ضغط باتجاه ازدياد الطلب على الدم سنة بعد سنة، هذه أولا، العامل الثاني يتعلق بالعرض الصحي بمراكش، فبعد المركز الإستشفائي الجامعي محمد السادس، والذي هو قطب أساسي بالمدينة، يلاحظ بأنه حتى المصحات الخاصة، أصبح الطلب لديها على الدم بكثافة، خصوصا، المصحات التي تعالج الأمراض الدائمة- intransmissible- التي أتى ذكرها، القصور الكلوي، وخصوصا، السرطان، الأمر الذي جعل حاجيات المركز تزيد، وحاليا، أصبحنا نتحدث عن توفير مابين 150 و 180 كيسا يوميا إذا ما أريد تلبية الطلبات”.
قافلة التبرع بالدم لهذه السنة حققت غير المتوقع بتوفير احتياطي ما يزيد عن 10 يوما
أوضح الإطار الصحي، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، بأن القافلة الوطنية للتبرع بالدم على مستوى مدينة مراكش، قد حققت غير المتوقع، بالقول بأن”القافلة عرفت نجاحا فريدا من نوعه، حيث أن انخراط المواطنين وفي إطار هذه الحملة على وجه التخصيص كان قياسيا، ففي اليوم الأول سجلنا ما محصلته 112 كيسا في اليوم الأول والثاني، و 124 كيسا في اليوم الثالث، و 142 كيسا في اليوم الرابع، وما يزيد عن 80 كيسا في اليوم الخامس (الذي كان مستمرا في استقبال المتبرعين حين إجراء هذا الحديث الصحافي مع الإطار الصحي، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، أبراشي محمود)، وهذا فقط على مستوى القافلة، وليس على مستوى الحملة الوطنية، وإذ أنه، حتى بالمركز الجهوي لتحاقن الدم الذي هو مركز قار خلال نفس الأيام، فقد عرف هو الآخر إقبالا، حيث يوميا بهذا المركز نحصل على ما يزيد من 120 كيسا مضافة إلى الأكياس المحصلة في إطار القافلة، ويرفع رقم الأكياس المتبرع بها إلى ما يزيد عن 950، وتمثل بالنسبة للمدينة احتياطا يفوق 10 ايام”.
الراغب في التبرع بالدم يخضع لفحص طبي دقيق إحقاقا لشروط السلامة في تحاقن الدم
في أثناء الحديث عن عملية التبرع بالدم، أبان المتحدث الإطار الصحي، المسئول على قوافل التحسيس للتبرع بالدم، محمود أبراش، بأن “المتبرع بالدم يخضع إلى شروط، هي بمثابة معيار لتقييم الحالة الصحية للمتبرع، وتحدد الإجابة على سؤال هل بالإمكان التبرع أم لا، وهذا المعيار موسوم بهدفين، أولهما داخل في إطار السلامة لتحاقن الدم الذي لا مجال به للخطأ، من أجل ذلك، فإن سلامة تحاقن الدم تبدأ من المتبرع، ولهذا، فإن المتبرع بالدم يمر عبر فحص طبي دقيق يجريه طبيب مختص ينجز من خلاله تقييما دقيقا حول الحالة الصحية للراغب في التبرع بالدم، منفعته من جهتين، من جهته هو باعتباره راغبا بالتبرع، ومن جهة المريض الذي يجب أن ينقل إليه دم سليم، وبالنسبة لحالات الإغماء التي يمكن أن تسجل، فهي حالات عرضية قليلة، لأن سبب الإغماء سببه نزول في الضغط الدموي، ولا يتم إلا بحالة من بين 40 أو 50 حالة تبرع، والأساسي، هو أن المتبرع لا يدخل العملية إلا بعد أن يمر بفحص طبي دقيق حول وضعيته الصحية من أجل سلامة كيس الدم الذي سيتبرع به”.
الصورة: رشيد الرزيقي- محمد حكير