أكدت مصادر داخل الأسرة المالكة بالسعودية لوكالة “رويترز”، اليوم الجمعة 19 أكتوبر الجاري، أن الملك “سلمان بن عبدالعزيز” بدأ التدخل لمعالجة الأزمة الناجمة عن اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية، في الثاني من شهر أكتوبر الجاري.
وأوضحت الوكالة أن المصادر (لم تسمها) أكدت أن العاهل السعودي لم يكن في بداية الأمر على دراية كافية بحقيقة الأزمة؛ بسبب حرص مساعدي ولي العهد “محمد بن سلمان” على حصر متابعة الملك للتطورات عبر وسائل الإعلام السعودية فقط.
لكن تطور الأزمة واستمرارها دفع العاهل السعودي إلى الاستفسار من مساعديه ومن نجله عن حقيقة القضية، وفق المصادر ذاتها.
وأضافت المصادر أنه مع تحول قضية “خاشقجي” إلى أزمة عالمية؛ اضطر “بن سلمان” إلى إطلاع الملك على تفاصيل الأزمة، طالبا منه التدخل لحلها.
وبعد تصريحات غلب عليها الهدوء والدعوة إلى عدم اتهام مسؤولي المملكة بالوقوف وراء اغتيال “خاشقجي” دون امتلاك أدلة كافية، صعد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من لهجته، الخميس، تجاه القيادة السعودية.
إذ قال الرئيس الأمريكي إنه “يبدو من المؤكد” لديه أن “خاشقجي” مات، محذرا، في مؤتمر صحفي بولاية ماريلند، من أن “العواقب ستكون وخيمة للغاية إذا كان المسؤولون السعوديون ضالعين” في قتل الرجل.
ولاحقا في اليوم ذاته، قال “ترامب”، في مقابلة من صحيفة “نيويورك تايمز”: “خاشقجي مات ما لم تحدث معجزة المعجزات (..) وهذا الاستنتاج مبني على تقارير استخباراتية تأتي من كل صوب”.
واعتبر أن المزاعم بشأن قيام ولي العهد السعودي بإعطاء أوامر لـ”قتل” خاشقجي “تثير تساؤولات عميقة بشأن التحالف الأمريكي مع السعودية”.
وتنتهي، اليوم، المهلة التي منحها وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” لولي العهد السعودي من أجل إنهاء التحقيق بشأن “خاشقجي” وفقا لما أورده موقع ” أكسيوس” الإخباري الأمريكي.
وشدد “بومبيو”، في تصريحات للصحفيين أمام البيت الأبيض، على أن الجدول الزمني لتعامل “بن سلمان” مع الموقف “محدود”؛ لأن الضغط العالمي يتصاعد، محذرا إياه من المخاطرة بتدمير مكانة المملكة عالميا ما لم ينهِ حالة الغموض في ملف “خاشقجي”
وتجري السلطات التركية عملية بحث موسعة عن بقايا جثمان “خاشقجي” المختفي، بعدما نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر أمنية أنه عن تقطيع جثته بمنشار عظام داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.
كان مصدر خاص أكد لـ”الخليج الجديد” أن فرقة من كتيبة “السيف الأجرب” التابعة مباشرة لولي العهد السعودي، هي التي قتلت “خاشقجي” داخل مقر القنصلية