عادل العسو
يعتبر سوق “القريعة” بالدار البيضاء أحد أكبر الأسواق بالمغرب و أشهرها بشمال افريقيا ، فبالإضافة إلى زبنائه من ساكنة البيضاء، فإن هذا السوق معروف أيضا باستقطابه لرواد من مدن بعيدة عن العاصمة الاقتصادية، بل حتى من خارج المغرب لاقتناء منتجات و سلع لا تتوفر إلا في هذا السوق الذي تقتات منه آلاف الأسر.
سوق القريعة اليوم يعاني في صمت ، تهميشا كبيرا طال بنايات هذا الفضاء التجاري ، فرغم قيمته الإقتصادية و السيولة الضخمة التي يوفرها جراء المعاملات التجارية، فإن هذا السوق يبقى خارج اهتمامات المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بالمدينة.
السوق الذي شكل على مر العصور عصبا اقتصاديا مهما، أصبح مهددا في بنياته التحتية، مما أصبح من الضروري على الجهات المختصة أن تقوم بعمليات ترميم و إعادة هيكلة وتنظيم هذا السوق ليأخذ مكانته الطبيعية داخل العاصمة الاقتصادية، وإعطاء صورة لائقة بالمدينة و المغرب عموما.
فبعد عدة شكايات وجهتها جمعية النهضة لتجار سوق القريعة باسمها ونيابة عن تجار السوق عموما، إلى كل من عمدة الدار البيضاء محمد ساجد و العامل السابق لعمالة درب السلطان الفداء و رئيس مقاطعة درب السلطان الفداء، والتي تتحدث عن الوضعية المزرية التي أضحى عليها مستودع السيارات الذي تعيق وضعيته الحركية التجارية النشيطة بالسوق، ويعطي صورة قاتمة لزوار هذا السوق، حيث تترسخ في أذهانهم فكرة دونية عن هذا السوق الذي طالبت شكاية الجمعية من الجهات المسؤولة بضرورة التحرك العاجل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن ناقوس الخطر دق غير ما مرة في هذا الفضاء ، فهل سيتحرك مجلس المدينة و الجهات الوصية لإعادة البريق لسوق فقد لمعانه منذ زمن خلا؟ أم أن دار لقمان ستستمر على حالها؟